تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها

نبذة

الواقع العربيّ اليوم مرهون لجدليّات التمسّك بالتراث والهويّة والانخراط في ركب المعاصرة والتطوّر، ولذلك تبرز اللغة العربيّة في جوهر النقاش من حيث كونها من أعرق عناصر الهويّة وأهمّ أدوات التفاعل في المجتمعات العربيّة من جهة، ومن حيث كونها وسيلةً في الانخراط المعرفيّ نحو المعاصَرة الواعية والمستقبل الواعد من جهة أخرى. وضمن هذه الرؤية يأتي تقرير "واقع اللغة العربيّة ومستقبلها" في محاولة للإسهام في توجيه الجدل نحو رؤية موضوعيّة لواقع اللغة العربيّة في مجتمعاتها ولدورها في هذه المجتمعات، انطلاقًا من رصد الميدان ووصولًا إلى بناء الخطط والاستراتيجيّات الاستشرافيّة بقصد تثوير الإمكانيّات وتطويرها. 

وقد أطلق هذا التقرير صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم؛ نائب رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة؛ رئيس مجلس الوزراء حاكم دبيّ، في توجيهه الذي تزامن مع اليوم العالميّ للّغة العربيّة في ديسمبر 2018 في إطار ترسيخ اللغة العربيّة لغةً للعلم والمعرفة والهويّة. وقد اعتبرت معالي نورة بنت محمّد الكعبيّ وزيرة الثقافة والشباب في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة أنّ هذا التقرير هو بمثابة حجر الأساس للأجندة الوطنيّة للّغة العربيّة بأهدافها وأولويّاتها المرتبطة مع مئويّة الإمارات.

معلومات إضافية

كلمة معالي نورة بنت محمد الكعبي

نورة بنت محمد الكعبي

وزيرة الثقافة والشباب

 

بالنيابة عن وزارة الثقافة والشباب في الإمارات العربيّة المتّحدة والمجلس الاستشاريّ للّغة العربيّة، يسرّني أن أضع بين يدَيكم النسخة الأولى من "تقرير حالة اللغة العربيّة ومستقبلها".

نعيش في عصر تحكُمه المعلومات والبيانات، وتساعد المقاربات العلميّة فيه على مواجهة التحدّيات. وسألنا: كيف يمكننا تطبيق ذلك على اللغة العربيّة لفهم التحدّيات التي تواجهها في القرن الحادي والعشرين، والفرص الجديدة التي تتحقّق لها بين أبنائها وفي عوالم جديدة؟ إنَّ الغالب في النقاش العامّ حول اللغة العربيّة هو قصص شخصيّة تتعلَّق في معظمها بتجارب أصحاب هذه القصص، سلبيّة كانت أم إيجابيّة، ولا تعكس بالضرورة موقفًا عامًّا من اللغة العربيّة أو تحليلًا صحيحًا لحالها. من هنا نشأت فكرة "تقرير حالة اللغة العربيّة ومستقبلها"، الذي نريده أن يشكِّل نقطة أساس لكلِّ العاملين في اللغة العربيّة، من حكومات، ومؤسّسات تعليميّة، وقطاعات تقنيّة وتجاريّة. وتحقَّقت الفكرة بتوجيه صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبيّ، بالبدء بالعمل على هذا التقرير، وتمَّ الإعلان عن ذلك في يوم اللغة العربيّة في 18 ديسمبر 2018.

المحور الأوّل للتقرير هو نقطة البداية، ويتحدَّث عن التشريعات والقوانين التي تحكم استخدامات اللغة العربيّة في كافّة المجالات الرسميّة والاجتماعيّة، لتأتي بعده نظرة أكثر تعمّقًا لاستخدامات اللغة في مناحٍ أخرى.

اللغة العربيّة هي لغة تواصل قبل كلِّ شيء، وهي أداة التواصل بين الناطقين بها الذين يديرون بها شؤون حياتهم اليوميّة، ويستخدمونها في تعاملاتهم الإنسانيّة مع أهليهم وأصدقائهم، ويقرأون بها الأخبار، ويناقشونها، ومن هنا كان اختيارنا للمحاور التي تدرس واقع اللغة العربيّة في الإعلام والفضاء العامّ والنشر.

ولأنَّ اللغة تنتقل بين الأجيال، ولأنّ التحدّي الأكبر لأيّ لغة يكمن في تبنّي الأجيال القادمة لها والتمكّن منها واستخدامها، كان للتقرير وقفة مفصّلة مع مواقف الطلّاب الجامعيّين واعتقاداتهم تجاه اللغة العربيّة، ومع البحث العلميّ والنشر باللغة العربيّة، والمقاربات التربويّة لتدريس اللغة العربيّة في عدد من الدول العربيّة.

وخصَّص التقرير محورًا ليتحدَّث عن اللغة العربيّة في التقنيّة، وكيفيّة تعامل الحواسب والخوارزميّات مع اللغة الطبيعيّة، فمثل هذا التواصل بين الإنسان والكمبيوتر هو سمة حياتنا اليوم، وهو المحرِّك للأعمال والتواصل والثقافة والتعليم وكافّة القطاعات الأخرى.

كما خصّصَ التقرير محورَين لعلاقة اللغة العربيّة بالعالم: الأوّل عن الترجمة ونشاط الحركة الترجميّة العربيّة والتحدّيات التي تواجهها، والثاني حول اللغة العربيّة وتعلّمها في العوالم الجديدة خارج نطاق العالَمين العربيّ والإسلاميّ.

عمل على التقرير ثلاثة وعشرون باحثًا من دولة الإمارات ومختلف الدول العربيّة، وأسهم فيه خمسون خبيرًا في مجال اللغة العربيّة يعملون في كبرى المؤسّسات الحكوميّة والجامعات والشركات التقنيّة في الإمارات والسعوديّة وعُمان ولبنان وكوريا وأستراليا والصين والبرازيل وألمانيا والولايات المتّحدة وغيرها.

"تقرير حالة اللغة العربيّة ومستقبلها" هو نتيجة عمل فريق استثنائيّ قدَّم الفكر والوقت والجهد، وشغف لا مثيل له بلغتنا الأمّ، والتزام ملهم بمستقبلها. أودّ أن أشكر هنا أفراد الفريق البحثيّ الذين أنجزوا هذا العمل بقيادة الأستاذ الدكتور محمود البطل، والشركاء المساهمين الذين ساعدوا في إغناء التقرير بالآراء والأفكار ودراسات الحالة، وفريق العمل في وزارة الثقافة والشباب. كما أشكر زملائي في المجلس الاستشاريّ للّغة العربيّة الذين أغنت حواراتهم وتعليقاتهم محاور التقرير، وأسهموا في توجيهه نحو القضايا الأهمّ للغتنا. وأودُّ أن أشيد بدعم مجلس التعليم والموارد البشريّة برئاسة سموّ الشيخ عبد الله بن زايد وتوجيهاتهم التي أسهمت في إثراء التقرير.

إنَّ هذا التقرير هو جزءٌ من التزام الإمارات بهويّتها الثقافيّة وبدورها كمساهم فاعل في الهويّة الثقافيّة لمنطقتنا، ولا بُدَّ أن أتوجّه بخالص الامتنان والتقدير للقيادة الرشيدة لما توليه من اهتمام بقضيّة اللغة العربيّة، ويظهر ذلك في كلِّ المبادرات التي تمَّ إطلاقها في الإمارات، ومنها "مركز أبو ظبي للّغة العربيّة في أبو ظبي"، و"مجمع اللغة العربيّة في الشارقة". كما أعتزّ بالمبادرات الإقليميّة والعالميّة الأخرى، ومنها "مركز الملك سلمان للّغة العربيّة في المملكة العربيّة السعوديّة"، والبرامج التي تطلقها منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) حول اللغة العربيّة. وفي الختام، ما كان لهذا التقرير أن يرى النور لولا صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبيّ، الذي وجّه بإصدار هذا التقرير وقدَّم له الإرشاد.

إنَّ "تقرير حالة اللغة العربيّة ومستقبلها" هو نقطة بداية لطريقة علميّة في مقاربة كلِّ ما يتعلّق باللغة العربيّة وما يتمّ تداوله عنها. وفي النهاية كلّ فرد منّا في مجاله مسؤول عن تعزيز الإيمان بها وتطوير وسائل تعليمها واستخدامها. اللغة العربيّة بصيغها المتعدّدة من لغة فصحى رسميّة ولهجات محلّيّة هي لغة حيّة تتطوّر وتتغيّر باستمرار، مثلها مثل أيّ لغة أخرى، وفي الوقت نفسه الذي تنتج العولمة والتكنولوجيا فيه تحدّيات فهي تحدث أيضًا فرصًا غير مسبوقة للغتنا.

وهنا أوجِّهُ دعوةً مفتوحة لكلِّ العاملين في مجال اللغة العربيّة للتعاون معنا في هذا المشروع؛ ليصبح التقرير منصّة جامعة لمتابعة النقاش وإثرائه، واستعراض حالات النجاح والدروس المستفادة من تجارب مختلف الدول والمؤسّسات والأفراد.

الأخبار

 اختتمت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، مشاركة الدولة في الدورة التاسعة لمنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي…

ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية وبالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة والشباب تقرير حالة اللغة العربية، انعقدت فعالية اللقاء الحواري/ الشعري…

ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية وبالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة والشباب تقرير حالة اللغة العربية، انعقدت فعالية الندوة الحوارية بعنوان…

ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية وبالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة والشباب تقرير حالة اللغة العربية، انعقدت الندوة الحوارية بعنوان "اللغة…

ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية وبالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة والشباب تقرير حالة اللغة العربية، انعقدت الندوة الحوارية بعنوان "حضور…

نظمت وزارة الثقافة والشباب ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية جلسة حوارية بعنوان "الإعلام وتأثيره في صناعة السياسات اللغوية"، والتي ناقشت…

ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية وبالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة والشباب تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها، انعقدت الندوة الحوارية بعنوان…

ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية وبالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة والشباب تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها، انعقدت الندوة الحوارية بعنوان…

 أكد أعضاء المجلس الاستشاري للغة العربية أن تقرير حالة اللغة العربية مبادرة مهمة، تسهم في رسم استراتيجيات وملامح مستقبل لغة…

نورة الكعبي: يشكل التقرير قاعدة أساس ونقطة مرجعية لصناع القرار وهو جزء من التزام الإمارات بهويتها الثقافية أودري أوزلاي: اللغة…

نظمت وزارة الثقافة "الملتقى الأول لأعمال تقرير حالة اللغة العربيّة ومستقبلها"، في منارة السعديات بالعاصمة أبوظبي، وناقش الملتقى محاور التقرير…

{{ currentNewsSlide + 1 }} /

الشركاء

{{ currentPartnerSlide + 1 }} /

طلب نسخة من تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها

تقرير حالة اللغة العربية

شاركنا رأيك

الملخص التنفيذي

لتحميل الملخص التنفيذي لتقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها اضغط هنا