أدى النمو الاقتصادي المتسارع ابتداءً من الستينات إلى حدوث تغييّر جذري في البيئة العمرانية تمثل في توسع المدن ونموّها، وإنشاء التجمعات السكنية والصناعية والتجارية والأحياء الجديدة، مما أدى إلى خلق واقع عمراني جديد مغاير للنمط التقليدي المعتاد وناتج عن تأسيس الدولة والتغيير الذي شهده المجتمع والسياسة والاقتصاد، حيث برزت الأنماط العمرانية الجديدة من المباني الحكومية ومشاريع البنية التحتية مثل المباني المدنية والمدارس والإسكان العام والمستشفيات، في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.
تشترك العمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن هذه الفترة بعدد من خصائص حركة الحداثة في العمارة؛ ومع ذلك، فإن الاستجابة الخاصة للسياق والمناخ والثقافة المحلية تعني أن هذه المباني و/ أو المواقع ابتعدت عن الاعتبارات العالمية للحداثة وكانت انعكاساً للقيم المحلية، فغالباً ما صُمِّمَت هذه المباني من خلال ممارسات محلية معادٍ تفسيرها تضم عناصر تقليدية و/ أو شعبية و/ أو إقليمية، بالإضافة إلى استخدام أنماط حركة الحداثة في العمارة، كما استُخدمت مواد وأساليب جديدة للبناء. وقد تجلَّت التطلعات نحو الحداثة من خلال مشاريع التخطيط والبنية التحتية العمرانية واسعة النطاق.