Chat with us, powered by LiveChat reading report Archives - وزارة الثقافة

نورة الكعبي تختتم مشاركة الدولة في منتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات التاسع

 اختتمت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، مشاركة الدولة في الدورة التاسعة لمنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي أقيم على مدار يومين تحت شعار “نحو تحالف من أجل السلام: لنتعايش جميعاً كإنسانية واحدة”، بمدينة فاس بالمملكة المغربية.

وتناول الحدث الذي عقد برعاية جلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، سبل تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف المجتمعات والثقافات والحضارات، بحضور مجموعة واسعة من الشخصيات الرسمية ومسؤولين من المنظمات الدولية الأعضاء في تحالف الأمم المتحدة للحضارات أبرزهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ونحو40  وزيراً ورئيساً، بالإضافة إلى حضور ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، ناقشوا العديد من القضايا المتعلّقة بحوار الأديان والثقافات والحضارات، ومنع التطرف والعنف، إلى جانب تسليط الضوء على العديد من الموضوعات المتعلقة بالهجرة والهوية والتراث والقيم المشتركة ومكافحة التمييز والتعصب على أسس الدين والمعتقدات وغيرها.

وفي كلمة ألقتها معالي نورة الكعبي خلال المؤتمر،  أشارت إلى أن العالم يعيش في ظلّ الكثير من التحديات سواءً كانت النزاعات أو التغير المناخي او الأمن الغذائي أو شح المياه، إضافة إلى ما خلّفته جائحة كورونا من تبعات على الاقتصاد والمجتمعات، منوّهة إلى أن كلّ تلك التحديات تحتاج إلى تعاون دولي وتدخل سريع وحقيقي لإنهائها.

وتابعت معاليها”: لا بد من عمل حقيقي وجاد وجماعي لمواجهة كلّ تلك القضايا، وإيجاد حلول حقيقية وفعالة لها، ولهذا حرصنا في مشاركتنا بهذا المنتدى على أن نناقش العديد من المحاور أبرزها الحاجة الملحة لأنسنة السياسات التي تُعلي قيمة الإنسان وقضاياه الرئيسية، وتركّز على ما يمكن أن تقدمه الثقافة من حلول حقيقية للوضع الراهن، خاصةً أن الثقافة هي الوسيلة الأمثل لتكوين الروابط البشرية والمجتمعية، فضلاً عن أنها العنصر الحقيقي الذي يُثري جودة ونوعية الحياة.”

وأضافت معاليها: “دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حريصة على أداء دورها كمنارة عالمية لنشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، حيث نؤمن في دولة الإمارات بأن هذه القيم تشكل ركائز أساسية لتحقيق التنمية والازدهار المستدام في المجتمعات، وتساهم في إحلال السلام في العالم، ودعم تطلعات الشعوب في الحياة الكريمة والرخاء”.

وأكدت معالي نورة الكعبي خلال كلمتها أن رؤية الإمارات تجاه السلام لم تأتي من فراغ، بل هي امتداد لاستراتيجية ونهج وسياسة راسخة تستند إلى قيم التعايش والحوار والتسامح التي غرسها الوالد المؤسس الشيخ زايد، حيث قالت: “تتعايش في دولة الإمارات ثقافات وديانات متعددة ومتنوعة، ما جعلها قادرة ومؤهلة دوماً لصناعة الأمل بخطوات رائدة تهدف لتهدئة التوترات وطي الخلافات والتفكير في المستقبل بأفق إنساني”.

وسلطت معاليها خلال كلمتها الضوء على مسيرة الدولة في دعم التسامح والتعايش وتعزيز السلام في العالم خلال الثلاث سنوات الماضية، منها زيارة البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب لإمارة أبوظبي للتوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية، والتي كانت مخططًا لثقافة الحوار بين الأديان، وأثمرت عن الإعلان عن بيت العائلة الإبراهيمية، والذي يضم مسجدًا وكنيسة وكنيسًا يهوديًا، بالإضافة إلى نجاح دولة الإمارات في احتضان أكثر من 190 دولة ومنظمة في إكسبو 2020 دبي،  بهدف تحقيق رؤية تتمحور حول تواصل العقول وصنع المستقبل.

وكان المنتدى قد أصدر “إعلان فاس” الذي أشار إلى أن المنتدى حقّق هدفه الرئيس بجعل تحالف الحضارات التزاماً عالمياً حقيقياً بأهداف شاملة، لتتمكن الحكومات، وبدعم من المجتمع المدني، من أن تتجاوز التحديات وتتقدّم نحو أهداف العيش المشترك ضمن مجتمعات سلمية ودامجة، تحقيقاً للتنمية المستدامة، كما وأدان الإعلان كل دعوة للكراهية تشكل تحريضاً على التمييز والعداء والعنف، من خلال توظيف مختلف أنواع الصحافة والتواصل، وأكد على الحاجة إلى وضع وتنفيذ سياسات وخطط عمل وإستراتيجيات ذات صلة بتعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية، ونشر قيم التسامح والاحترام والتفاهم المتبادل.

وزارة الثقافة والشباب تستضيف أمسية شعرية ضمن أسبوع اللغة العربية شعراء: غناء الشعر العربي يقرّب المفردة الشعرية للمتلقين ويرسّخ حضورها في وجدان المجتمعات وحياة الناس

ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية وبالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة تقرير حالة اللغة العربية، انعقدت فعالية اللقاء الحواري/ الشعري بعنوان “العربية في قصائد الشعراء” بمشاركة كل من الشاعرين الإماراتيين كريم معتوق المرزوقي وعبد الله الهدية الشحي، والشاعر السعودي معبر النهاري، والشاعرة والناقدة الأدبية السورية الدكتورة بهيجة إدلبي، وأدارتها الإعلامية ندى الشيباني.

وتضمن اللقاء حضوراً متميزاً غناءً وعزفاً موسيقياً للفنان فرج أبيض في أداء مقام “مضامٌ عند غيرك يا حبيبي”، وغنائه قصيدة للشاعرة الإماراتية أمل السهلاوي بعنوان “بكل غرائبِ العمر امتحنّي”، كما شهد اللقاء حوار المشاركين حول اللغة العربية ومكانتها في الحياة والوجدان العربي، وكيفية اختيار العناوين للقصائد كعتبات للنص، ومدى مسايرة النص الشعري لمكانه وزمانه خاصةً، والإلهام الشعري الذي تحفزه اللغة العربية بجمالياتها وبلاغتها وبيانها، وأهمية الغناء للمفردة الشعرية الفصيحة كي ترسخ في وجدان الأجيال وذاكرة الناس، إضافة إلى أهمية جهود الإمارات في إحداث تغيير جذري في آليات التعامل مع الشعر وتهيئة مناخات الإبداع واكتشاف المواهب بالتفرغ الإبداعي والحوافز والتحديات والمسابقات، والارتقاء بالذائقة الشعرية المجتمعية عبر الانتقاء للنص الشعري الجيد إماراتياً وعربياً في المناهج التعليمية لخلق ذاكرة وذائقة لدى الأجيال القادمة وصولاً إلى التوصية بتعاون وزارة التربية مع وزارة الثقافة خاصة والمؤسسات الثقافية الأخرى لوضع مناهج متطورة تقارب الإبداع الإماراتي الشعري في جميع أغراضه.

حيث أشاد الشاعر عبد الله الهدية بدور وزارة الثقافة، وأهمية تنظيمها لفعاليات اللغة العربية ورؤيتها في الحفاظ عليها، معتبراً أن الشعر حاضر في كل المناسبات وهو أبو الأنماط التعبيرية جميعاً، فلا ينفك العربي عن الشعر أينما وكيفما كان، ولا يُفطم عن الشعر الذي يبقى هاجساً محركاً للأجيال، أما الشاعر كريم معتوق فقد رأى أن القصيدة تكون المؤثر الأول في الوجود والوجدان عندما تكون حاضرة في المناسبات المختلفة في حياتنا اليومية، وأن للشاعر قدراً ودوراً يتمثل في خلود المفردات ورسوخ المعنى، وأكّدت الدكتورة بهيجة إدلبي أن الشعر تجربة في اللغة، وهو الذي يستكشف اللغة ويستقصيها وهو طاقة كامنة في اللغة، والشعر باقٍ ونحن كعرب أبناء شعرنا، واعتبر الشاعر معبر النهاري أن العرب لا يزالون على علاقتهم الأزلية التاريخية العاشقة للشعر وللغة من خلاله، مع شعور البعض للأسف بالعجز تجاه التعبير بلغته الأم. وحول عناوين القصائد وكيفية اختيارها من قبل الشعراء رأى الشاعر كريم معتوق أن الشاعر يحرص على أن يكون العنوان مفتاحا للقصيدة وعتبة للغوص في معانيها، بينما رأت الدكتورة بهيجة إدلبي أنها لا تقرأ العنوان لأن العنوان هو النص ذاته، وهي تختار العنوان بجمالية المعنى أولاً، وتنتقي لنصوصها العناوين الجاذبة المحببة للشاعر نفسه أولاً كدالة شعورية، وعن متلقي الشعر اعتبر معبر النهاري أن مهمة القصيدة أن تخاطب المتلقي العادي لا النخبة فقط، فعلى الشاعر أن ينزل إلى مستوى المتلقي كي يرفع من مكانة اللغة العربية، وأن المتلقي متقدّم الاهتمام في مجالات الحياة المختلفة، إلا أنه لا يخص الشعر بالاهتمام نفسه، فالشاعر لا يُكرّم في حياته ولا يجد التلقي المطلوب، مشيراً إلى أهمية تعامل الشعراء مع التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي.

وتمحورت مداخلة الشاعر عبد الله الهدية حول أن اللغة العربية تستمد قدسيتها من قدسية القرآن الكريم ونفحات الروح والإيمان في عقيدتنا الإسلامية، وأن واجب كل إنسان عربي أن يهتم بالنهوض بلغة الضاد، وخاصة الشعراء الذين يجسدون القصائد كامتداد فكري راسخ وأزلي، مشيراً إلى صراع الآراء خاصةً في وسائل التواصل الاجتماعي، حول مكانة وضرورة اللغة العربية كعنصر من عناصر الهوية الوطنية الإماراتية والعربية، مشيدا بتلك القصائد التي تم غناؤها من عيون الشعر العربي والتي خلدت الشعر غناءً على ألسنة الناس، قائلاً: “يشكو الشعراء والشعر من عدم الرعاية والاهتمام، ولكن لو بقينا على هذه المآسي لما وصلنا إلى شيء، بل نحتاج جميعاً إلى اعتبار القصيدة مشروعنا الخاص الذي يخلدنا”.

واعتبرت الدكتورة بهيجة أن غناء الشعر العربي يقرّب المفردة الشعرية للمتلقين ويرسّخ حضورها في وجدان المجتمعات وحياة الناس، وأنّ الغناء يؤرخ للشعر، مع ضرورة النقد كرافعة للنص الشعري بما يجنبنا الاختيار الخاطئ للمفردة الشعرية للغناء، ورأى الشاعر معبر النهاري أن النقد غائب في مواجهة النص الشعري، وخاصة لجهة القيام بدوره في تقديم النص الشعري الجيد والجاد، كما أن الموسيقى في رأيه هي أرقى أنماط التعبير في السلم الإبداعي، وبها ينتشر الشعر ويشتهر الشاعر، وختم الشاعر كريم معتوق بإشارته إلى أن الغناء يجب أن يتخفف من الشعر، وأن يتعامل مع ضعيف الشعر فقوي الشعر لا يصلح للغناء، والدليل أن شعر المتنبي لم يغنَّ، مؤكداً على أنّ الشعر الغنائي مجال مختص يغوص فيه من يتقن أدواته ومفرداته.

كما تضمنت الفعالية إلقاء الشعراء المشاركين لمجموعة من نصوصهم الشعرية وقصائدهم البديعة، حيث استهل اللقاء الشاعر كريم معتوق بإلقائه قصيدتيه “سيرة ذاتية قصيرة، و”العراق”، التي منها هذه الأبيات:

“لمَ العراق غريقٌ في براءتِهِ

للعُربِ قبلتُهُ لو أنه احترزا

غزا محبّيهِ بالنكرانِ وا أسفا

قد عضّ غاربَهُ حين انتحى وغزا

في خيط سُبحتِهِ همٌّ ومُغترَبٌ

والخوفُ واليأسُ صاروا حولها خرَزا”.

تلته الشاعرة الدكتورة بهيجة إدلبي التي ألقت قصائد “قالت لمرآتها”، “كينونة” و”فيض النون” التي منها:

“نونٌ ويجري على ألواحه القلمُ

حتى تلامح في وجدانه العدمُ

فرتّل النور آياتٍ منزّلةً

توضأ البيتُ بالأنوار والحرمُ

فأشرقت لغةٌ من قبلُ قد فَتَنت

أسرارُها كلّ من هاموا ومن حلموا

دلائل السر في آلائها طُويت

كأنما هي بالأسرار تزدحمُ”.

وقرأ الشاعر معبر النهاري من قصائده “أحداق القصيدة، و”الهمم السبع”، و”رؤيا يفلسفها الحبر” التي أهداها إلى صاحبي السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومنها قرأ الشاعر:

“لغة السماء بفيضها النفّاحِ

سُكبت على ثغري وفي أقداحي

هطلت بفاغيةِ الكلام فعطّرت

شفة القصيد بطيبِه الفوّاحِ

العيدُ أن يبقى خليفةُ في المدى

نبضا كفيض جواره المنّاحِ

ما للخليج سوى محمد في الوغى

أكرم بصولة ضيغمٍ كصلاحِ”.

أما الشاعر عبد الله الهدية فقد ألقى قصيدتيه “أوتار المسرات” و”تعويذة الضاد” التي قرأ منها:

“هويتي لغتي ديني وقافيتي

وهي التي في كياني تسكن العصبا

هي الهدى والرؤى في منتدى أفقي

وهي التي في ضياها أكشف الحجبا

باقٍ على ودّها والودّ يسكنني

والود فيها على الإخلاص قد دأبا”.

-انتهى-

عن تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها

كانت وزارة الثقافة قد تبنت مشروع تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها وشكّلت فريقاً بحثياً يضم باحثين وخبراء من جامعات عربية مختلفة بدؤوا عمليات البحث والاستقصاء وجمع البيانات ضمن المحاور العشرة التي تضمنها التقرير.

وجاء تبني الوزارة للعمل على التقرير بعد توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في 18 ديسمبر 2018، بالعمل على إطلاق تقرير “تقرير حالة ومستقبل اللغة العربية”، ليكون أساساً ودراسةً موسعة لمقاربة تحديات اللغة العربية بطريقة علمية تساعد على تطوير أساليب استخدامها وتعليمها وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة.

وشارك في التقرير أكثر من 75 شخصية تضمنت الفريق البحثي بقيادة الدكتور محمود البطل، أستاذ اللغة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت، إضافة إلى باحثين وأساتذة جامعات من أنحاء العالم، وقادة مؤسسات إعلامية وتقنية محلية وعالمية.

وزارة الثقافة والشباب تناقش تحديات رقمنة المحتوى العربي والنشر

ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية وبالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة تقرير حالة اللغة العربية، انعقدت فعالية الندوة الحوارية بعنوان “اللغة العربية: أين مكانها في عالم الرقمنة؟” بمشاركة كل من سعادة عبد الله ماجد آل علي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، الدكتور خالد عبد الفتاح، مستشار الحلول المعرفية والرقمية بمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بشار كيلاني، مدير منطقة الشرق الأوسط في IBM، الدكتور عبد السلام هيكل، المؤسس ورئيس مجلس إدارة هيكل للإعلام، والدكتور نزار حبش، أستاذ علوم الحاسب الآلي بجامعة نيويورك أبوظبي، وأدارتها الإعلامية صفية الشحي.

وقد تناولت الندوة مجموعة التحديات والمعوقات في مجالات رقمنة المحتوى العربي والنشر، وإلى جانبها الفرص وآفاق تطوير هذا القطاع الثقافي الإبداعي الهام، مكانة اللغة العربية في قطاع النشر، والرقابة كعملية تحقق من المعلومات والحقوق ضد القرصنة على المحتوى المنشور أو المتداول رقمياً بشكل خاص، والتعلم الآلي والمنظومات الخوارزمية العربية في إطار الاستخدامات الرقمية، وصولاً إلى الحلول والنظرة الاستشرافية لواقع رقمنة المحتوى العربي والحلول التي يمكن تقديمها كخطة طريق لصناعة النشر والترجمة.

واستهل سعادة عبد الله ماجد آل علي حديثه خلال الندوة، مشيداً بالجهد الدؤوب لوزارة الثقافة وقال: “تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها رسم خارطة طريق لهذه اللغة الغالية علينا والقريبة من وجداننا”، معتبراً أننا بحاجة إلى تحول رقمي ضخم وتكاتف كل الجهود العربية في القطاع الخاص والعام نحو تحول رقمي كبير ونوعي مقارنة مع ما يمثله اليوم من نسبة ضعيفة جدا تكاد لا تزيد على 1 في المائة، مع ملاحظته ازدياد الاهتمام بالمنصات التي تخدم اللغة العربية كأمازون وغيرها، الأمر الذي سيسهل مهام دور النشر المحلية الخاصة والحكومية نحو التحول الرقمي بشكل أسرع مما نراه الآن، مشيراً إلى اعتقاده أن النشر العربي جزء من المشكلة لجهة العاملين فيه والمحتوى المنشور ودور النشر وتقنياته وآليات الترويج له، وأنّ حركة الترجمة التي تعتبر جزءاً اساسياً من قطاع النشر، تحتاج إلى الترجمة العكسية من العربية إلى اللغات العالمية الحية، كما تحتاج إلى استبعاد المحتوى غير القانوني وقرصنة الحقوق في الفضاء الرقمي، والتقاطعات بين الصناعات المختلفة في سبيل تنمية المحتوى العربي ورقمنته.

وعن التحديات التي تواجه رقمنة المحتوى العربي وتطوير النشر، أشار آل علي إلى حاجتنا إلى تكاتف جهود كل مبدع وكل مؤسسة حكومية وخاصة لتحقيق هدف رفد الإنترنت بأكبر حجم ممكن من المحتوى العربي من نصوص وصور كي نصل إلى زيادة نسبة المحتوى العربي في المحتوى الرقمي على مستوى العالم لتصبح 5% على أقل تقدير، مع أهمية مواجهة القرصنة وسرقة حقوق النشر، والتطوير المهني عبر الشراكات لغرض تطوير البنية التحتية الرقمية عربياً، والعمل على إنشاء محتوى ضخم يعزز انتشار اللغة العربية وقوتها التأثيرية التي تحتل المرتبة 16 عالمياً، وذلك من خلال مبادرات مؤسسية لتفادي غياب التنسيق من خلال البيانات العلمية الموثوقة ودقة الأرقام عن حجم مبيعات الكتب العربية على سبيل المثال.

أما الدكتور عبد السلام هيكل، المؤسس ورئيس مجلس إدارة هيكل للإعلام فأشار إلى ضرورة دعم وتمكين اللغة العربية رقمياً على أنها أداة مهمة جدا، ووسيلة سامية عبر إيجاد فضاء خاص بها لغرض تنمية الصناعات المرتبطة باللغة لا باللغة نفسها، إضافة إلى تمكين آليات البحث في المحتوى العربي المتاح رقمياً، مع النهوض بطرائق تدريس اللغة وتطوير صناعة النشر وتمكينها بإدخال فكر الصناعة إلى النشر بجوانب تشريعية تنفيذية استثمارية ليصبح نموذجا تجاريا معززا لهذه الصناعة، مع مراعاة مسألة التسويق في العالم الرقمي للترويج للمحتوى المنشور على الإنترنت، مع قصور واضح للنشر الجامعي والترجمة وغيرها، قائلاً: “الإنترنت أصبحت جزءاً من حياتنا، وبالتالي توقعات الناس بتمكين أنفسهم من خلال إيجاد محتوى تنموي باتت من حاجاتهم الأساسية مثل حاجتهم إلى المحتوى العربي  عبر شبكة الإنترنت والذي يمثل فجوة معرفية نحتاج سدها لمساعدة شعوبنا ومنطقتنا إلى التقدم”، معبراً عن اعتقاده أن اللغة العربية لا تعيش انفصالا بين ذاتها واللهجات المنبثقة منها، في مزيج بديع بين الفصيحة والعاميات واللغة البيضاء المفهومة من المحيط إلى الخليج.

كما دعا الدكتور هيكل إلى قيام كيانات اقتصادية وتحالفات صناعية كبرى في قطاع المحتوى العربي والرقمنة والنشر، تخلق اقتصادا هائلاً برؤية واضحة وموارد كبيرة وإصرار على النجاح في هذا السوق ومساحة للعمل، طارحاً سؤال حول إمكانية الانتقال بالقطاع إلى حالة الصناعة والعمل الاقتصادي المجدي، وأهمية دور المشرّع في المجال محفزاً وبانياً لبيئة صحية تسهم في خلق الفرص المستقبلية المتوفرة في مجال النشر.

أما الدكتور نزار حبش، فأشار إلى أن استخدام التقنيات الرقمية يمر عبر فهم احتياجات المستخدم وخاصة في مجالات المحتوى اللغوي ودلالاته المعرفية، كما يمر عبر طرائق التعليم بين الإعراب والإرعاب، ومجانبة الحديث بالفصحى والخوف من تسييس استخدامها على حساب العامية أو العكس، معتبراً أن التقنيات الرقمية تحتاج تقعيد تعليم اللغة نحوا وصرفا وخاصة في التعامل الرقمي مع اللغات السامية بشكل عام، والخوارزميات التي تتحكم بعمل الحاسوب في تعامله مع صيغ الكلام ومخرجاته، مؤكدا على فشل واضح في علاقة العوالم الأخرى بلغتنا العربية، وقصور في تعليم الأجانب الفصحى إلى جانب اللهجات المتداولة في الدول.

وتحدث الدكتور حبش عن تجربته وتجربة جامعة نيويورك أبوظبي في بناء أنظمة التحليل الآلي للغة العربية، متضمناً صيغ الكلام وتقطيعه ومعانيه واستخداماته لغةً ومصطلحاً، وإنجاز المعجم العربي المتدرج قرائياً بخاصيات تحديد الدرجات القرائية للنصوص والمفردات عبر استخدام الذكاء الصناعي، ومكنز قُمر للمفردات التراثية العربية باللهجات المستخدمة في منطقة الخليج العربي.

واستعرض بشار كيلاني التاريخ العريق لدخول الحوسبة في العالم العربي منذ القرن الماضي، الأمر الذي خلق بيانات ضخمة بالمحتوى العربي تتوفر لدينا اليوم، قائلاً: “إن البيانات سواء كانت حكومية أو مصرفية أو خاصة هي بيانات كبيرة جدا، مضافاً إليها براءات الاختراع والتقنيات التي ابتكرها مبدعون عرب ولا تزال مستخدمة اليوم في الذكاء الصناعي والحوسبة”، كما أشار إلى أن المحتوى الرقمي العربي منتشر وبشكل إيجابي واضح في صناعات التطبيقات الذكية والاستخدامات الحاسوبية ومنصات الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى التعامل الأعمق مع اللهجات ضمن مراكز الاتصالات، وكذلك في مجال الترجمة المتبادلة بين العربية واللغات الأخرى الحية، لجهة غنى اللغة العربية وعمقها ومرادفاتها التي يحمل كلٌّ منها أكثر من معنى، موصيا بأهمية تحفيز المحتوى والاستخدام الأمثل للغة غنية وعميقة مثل اللغة العربية. وعبّر الأستاذ كيلاني عن يقينه بأن المستقبل سيكون هجيناً من خلال المفردات الدخيلة التي سيتم تعريبها والكلام الذي سيتم استخدامه والتطبيقات التي سيكون لها الدور الأكبر في تسهيل التواصل الإنساني ورقمنة المحتوى، مستنداً إلى حقيقة غنى اللغة العربية وقدرتها على تطوير نفسها ومجاراة العولمة والتقنيات الحديثة.

وأشاد الدكتور خالد عبد الفتاح بإطلاق وزارة الثقافة تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها، معتبراً أن التحديات التي تواجهها رقمنة اللغة العربية تتمثل في بنية اللغة نفسها وخصوصيتها في شكل الاشتقاق والتقنيات والتكنولوجيات التي تستخدمها عبر آليات الذكاء الصناعي، إضافة إلى تحديات وجود منصات وبوابات للمحتوى الرقمي، مشيراً إلى أهمية المبادرات التي تطلقها الإمارات مثل مبادرة تحدي الأمية في الدول العربية ومبادرة “بالعربي” التي تشجع على استخدام اللغة العربية وتمكين المحتوى العربي الرقمي، ومبادرة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة لسد الفجوة بين التشريع والواقع ببناء منصة رقمية تنسق هذه الجهود لمواجهة التحديات على مستويات البيانات وضعف حجمها ودقتها، والحاجة إلى المعاجم والمعلومات وتشتت المحتوى، والتحديات الاقتصادية التي يواجهها الناشرون، وكيفية تشجيع الناشر على دعم المحتوى العربي وتبنيه، إضافةً إلى حضور اللغة العربية في التعليم الحكومي والخاص، والحاجة إلى قياسات دقيقة لمعدلات النشر للكتب واستخدامها والاستفادة منها. كما ختم الدكتور عبد الفتاح بأهمية التفكير في تغيير المستقبل بدلاً من انتظار استمرار تراجع المحتوى العربي الرقمي وضعفه عالمياً، مع تطور الفجوة بين الحاجة والتوقع، عبر استخدام آليات مسرّعات المستقبل التي تتوفر لدى دبي خبرات عالية فيها، مشددا على أهمية تكاتف الجهود وتنسيقها في سبيل بناء منصة عربية واحدة للمحتوى الرقمي.

-انتهى-

عن تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها

كانت وزارة الثقافة قد تبنت مشروع تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها وشكّلت فريقاً بحثياً يضم باحثين وخبراء من جامعات عربية مختلفة بدؤوا عمليات البحث والاستقصاء وجمع البيانات ضمن المحاور العشرة التي تضمنها التقرير.

وجاء تبني الوزارة للعمل على التقرير بعد توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في 18 ديسمبر 2018، بالعمل على إطلاق تقرير “تقرير حالة ومستقبل اللغة العربية”، ليكون أساساً ودراسةً موسعة لمقاربة تحديات اللغة العربية بطريقة علمية تساعد على تطوير أساليب استخدامها وتعليمها وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة.

وشارك في التقرير أكثر من 75 شخصية تضمنت الفريق البحثي بقيادة الدكتور محمود البطل، أستاذ اللغة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت، إضافة إلى باحثين وأساتذة جامعات من أنحاء العالم، وقادة مؤسسات إعلامية وتقنية محلية وعالمية.

ضمن أسبوع اللغة العربية وزارة الثقافة والشباب تستعرض واقع اللغة العربية في العوالم الجديدة

ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية وبالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة تقرير حالة اللغة العربية، انعقدت الندوة الحوارية بعنوان “اللغة العربية في العوالم الجديدة” بمشاركة كل من الدكتورة فاليري أنيشينكوفا من جامعة ميريلاند بالولايات المتحدة، والدكتور شاوكون ليان من جامعة بكين الصينية، والدكتورة باولا كافارو من جامعة ساو باولو في البرازيل، والأستاذة ندى يافي من معهد العالم العربي في باريس بفرنسا، وأدارها الدكتور محمود البطل، أستاذ اللغة العربية في الجامعة الأمريكية ببيروت.

واستعرض المشاركون في الندوة أسئلة التجربة الشخصية للمشاركين في علاقتهم بدراسة اللغة العربية والمحطات الأساسية التي اختبروها خلال مسيرة تعلّمهم اللغة، وواقع اللغة العربية في العوالم الجديدة بين فرنسا والولايات المتحدة والبرازيل وصولاً إلى الصين، والتحديات والمعوقات التي تعترض تطوير عملية تعليم اللغة العربية وانتشارها في المجتمعات غير الناطقة بالعربية، كما تناولت الندوة آليات تغيير الصور النمطية التي تقع اللغة العربية في أسرها في عيون الآخر وأهمية تعليمها للآخرين سبيلاً لتغيير هذه الصور، ليتوصل المشاركون ضمن الندوة إلى أهمية تنفيذ واحدة من أهم توصيات تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها، والمتمثلة في الدعوة لإنشاء مرجعية عالمية للغة العربية تستخدم وسائل تكنولوجية حديثة لإيصال اللغة العربية بأبسط طريقة وايسرها الأمر الذي يحتاج جهدا وتعاوناً من كل الأطراف المهتمين باللغة العربية وتعليمها.

حيث ذكرت الدكتورة فاليري أنيشينكوفا أن رحلتها مع اللغة العربية بدأت في روسيا عندما التحقت بقسم الدراسات الشرقية والإفريقية لرغبة منها بالاطلاع على التاريخ القديم للمنطقة العربية والإرث اللغوي المشترك لعدد كبير من البلاد الناطقة بالعربية، معتبرةً أن رحلة التعرف على اللغة العربية لغة القرآن والفصحى كانت رحلة اكتشاف ممتعة لقيم ثقافية ومعانٍ عميقة ذات تنوع، وركزت الدكتورة على اختلافات طرأت خلال العقدين الأخيرين مع هجمات الأول من سبتمبر التي زادت من اهتمام الطلبة الأمريكيين بدراسة اللغة العربية بشكل مضطرد، رغم الاحتياج الواضح للباحثين والمتخصصين باللغة العربية مع ملاحظة أنّ الجيل الجديد من الأساتذة الذين تخرجوا من الجامعات الأمريكية اهتموا بالعاميات واللغة العربية بلهجاتها المتعددة، باتوا يدرّسون ما تعلموه لطلاب أكثر شغفا ورغبة وحبا بالعربية. ورأت الدكتورة أنيشينكوفا أن هناك اهتماماً متزايداً في القضايا الثقافية وفهم الآخر والاحترام المغاير للأفراد الذين يمثلون ثقافات مختلفة بعيدا عن الصورة النمطية لهؤلاء. وقدّمت الدكتورة أنيشينكوفا تصورها لأربعة تحديات تواجه تعليم اللغة العربية منها العدد الكبير المتزايد للطلاب الراغبين بتعلم اللغة العربية مما يزيد الحاجة الماسة إلى الأساتذة والمعلمين وبرامج الدراسات العربية، ومنها نقص البرامج والمواد التدريسية الرديفة باللغة الإنجليزية، كما أن هناك اختلافا بين ثقافات الطلبة أنفسهم، وقلة عدد ساعات تدريس اللغة العربية، وبين هذه التحديات الكلفة المادية لتعلم اللغة العربية وعدم قدرة بعض الطلاب على تحمّل هذه الكلفة، مضافاً إليها الصور النمطية الخفية التي لدى الطلاب تجاه اللغة العربية والعرب والمهارات الثقافية وليس اللغوية فقط، في غياب التنوع والتعدد واحترام الآخر بأفكاره وثقافته ومعتقداته ومشتركه الإنساني في الحضارة والحياة بشكل عام.

بينما رأت الأستاذة ندى يافي أن تجربتها مع اللغة العربية إرث للأسرة والوالد دور كبير فيه كجزء لا يتجزأ من الهوية، واللغة كانت مفتاح نجاح بالنسبة لها عبر مسيرتها المهنية في الترجمة وصولاً إلى عملها في معهد العالم العربي، كما تحدثت عن تاريخ الاستشراق الفرنسي الذي ترافق مع إدخال اللغة العربية إلى الكلية الملكية الفرنسية منذ تاريخ قديم، مع وجود جالية عربية حاليا تقارب الخمسة ملايين يستخدمون لغتهم التي يودون تعليمها لأحفادهم ويشعرون بالحنين إلى اللغة، مع ملاحظة أن الجهد الفرنسي الحكومي يهدف لتعزيز تدريس اللغة العربية في المدارس الفرنسية، بعيداً عن اتهامها بالإرهاب وتسييس الموقف منها، كما مشاهدة تزايد الإصدارات والنشر باللغة العربية وموضوعات إرثها الحضاري العريق ومفرداتها الحاضرة في لغات الدول الأخرى، وصولاً إلى إطلاق معهد العالم العربي اختبار الكفاءة في اللغة العربية، مشيرةً إلى أن التعامل الحديث مع اللغة العربية بشكل عصري هو التحدي الأساسي على مستوى العالم أما بالنسبة لفرنسا فيكمن التحدي في التصورات النمطية الذهنية تجاه اللغة مع الانطواء على الهوية الوطنية، مع غياب دور الإعلام الداعم فرنسياً للانفتاح على الآخر من خلال اللغة، كما أن هناك طلبا كبيرا متزايداً على تعلم اللغة العربية، مع ضرورة التوسع في تعليم اللغة كلغة حية وليس لارتباطها بالأدب والتراث.

واعتبرت الدكتورة باولا كافارو أنّ سؤال العلاقة باللغة العربية يحمل عشقاً وشغفاً هو جزء منها شخصياً، ويعكس معنى عميقاً ورغبة في التعرف إلى العادات والتقاليد والقيم وراء هذه اللغة، والرغبة في التعرف على الآخرين والتواصل معهم بلغتهم، وقالت: “لم أكن أعرف الكثير عن الثقافة والآداب والدول العربية، ومن خلال الدراسة فُتح أمامي عالم جديد ونوافذ جديدة”، مشيرةً إلى أن البرازيل كانت ملجأ لموجات الهجرة العربية منذ القرن التاسع عشر، ومن هؤلاء المهاجرين كان نخبة الشعراء والمثقفين خاصة في الجاليتين اللبنانية والسورية، حتى باتت البرازيل الأندلس الجديدة بالنسبة إليهم، لتقارب نسبة المتحدرين من أصول عربية اليوم 6 في المائة من البرازيليين، مع تطور في أقسام تعليم اللغة العربية في كليات الآداب في الجامعات والمدارس البرازيلية والمعاهد التي تدرّس اللغة العربية، وازدياد الترجمات من اللغة العربية إلى البرازيلية وبالعكس.

وعن التحديات التي تعيق تطور وانتشار اللغة العربية في البرازيل، رأت الدكتورة كافارو أن هناك حاجة إلى الكتب المتخصصة في تدريس العربية للطلاب المتحدثين بالبرتغالية والأمر نفسه ينطبق على القواميس التي يفتقدها البرازيليون، وقالت: “لا يزال هناك فجوة يجب سدها بخصوص تعليم اللغة العربية للمتحدثين بالبرتغالية، وتأليف مناهج لتدريب معلمي اللغة العربية ودعم الدراسات اللغوية العربية خارج العالم العربي”، إضافةً إلى تحديات المستويات الثقافية للمدرّسين واختلاف أساليبهم التعليمية، واحتياجا لامتحانات اختبار الكفاءة العربية، إلى جانب عدم وجود برامج عمل تنسيقية لمعلمي اللغة العربية في البرازيل.

وأكّد الدكتور شاوكون ليان أن فضوله كان دافعه للتعرف على الحضارة العربية الإسلامية عبر تعلم لغتها، ثم السفر إلى الدول العربية، والاطلاع على المعاني الوافرة الكثيرة التي تجسد الثقافة والهوية العربيين، وتعكس الرابطة الواحدة بين العرب جميعاً، معتبراً أن هناك تشابها بين الشعور تجاه اللغة والحرص عليها بين العرب والصينيين. كما أشار الدكتور إلى أنّ الصين تعرفت إلى اللغة العربية منذ دخول الإسلام، أما التعليم الرسمي لها فقد بدأ في جامعة بكين منذ العام 1946، وهي لغة الهوية والرابطة بين مسلمي الصين والعالم، وقد شهد العقد الماضي تطوراً ملحوظاً في تعليم اللغة العربية من ثماني جامعات إلى خمسين جامعة تقدم برامج باللغة العربية وذلك مع توسع التبادل الصناعي والتجاري مع الدول العربية ومبادرة الحزام والطريق لإحياء طريق الحرير القديم التي يشكل العالم العربي الجزء الأهم فيها. وعن التحديات التي يواجهها تعليم اللغة العربية في الصين أشار الدكتور ليان إلى أن هناك تركيزا على تعليم الفصحى ومفرداتها ونحوها وخاصة في التعامل الدبلوماسي والتجاري وليس التركيز على التعامل اليومي الواقعي ما أدى إلى غياب اللهجات العامية وشعور العاملين الصينيين في الشركات في البلاد العربية بالحاجة الماسة إلى تعلم اللهجات، كما أنّ هناك حاجة إلى الخبراء المتخصصين في دراسات وبحوث المجتمعات العربية ولغتها. كما رأى الدكتور ليان أنّ تعلم اللغة العربية يقلل من تأثير الصورة السلبية النمطية التي ينقلها الإعلام العالمي، ومن ذلك إقامة مسابقات تختص بالخط العربي الذي مارسه الطلاب الصينيون، ساعدت على تشويق الطلاب وإعجابهم بفنيات الخط العربي، كما أن كلا اللغتين شهدتا صعوبات جمة لمسايرة الحداثة وهما تشتركان في القلق على الوجود ما يعكس الشعور المشترك بين الصينيين والعرب حول مكانتهم ودورهم في العالم.

-انتهى-

عن تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها

كانت وزارة الثقافة قد تبنت مشروع تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها وشكّلت فريقاً بحثياً يضم باحثين وخبراء من جامعات عربية مختلفة بدؤوا عمليات البحث والاستقصاء وجمع البيانات ضمن المحاور العشرة التي تضمنها التقرير.

وجاء تبني الوزارة للعمل على التقرير بعد توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في 18 ديسمبر 2018، بالعمل على إطلاق تقرير “تقرير حالة ومستقبل اللغة العربية”، ليكون أساساً ودراسةً موسعة لمقاربة تحديات اللغة العربية بطريقة علمية تساعد على تطوير أساليب استخدامها وتعليمها وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة.

وشارك في التقرير أكثر من 75 شخصية تضمنت الفريق البحثي بقيادة الدكتور محمود البطل، أستاذ اللغة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت، إضافة إلى باحثين وأساتذة جامعات من أنحاء العالم، وقادة مؤسسات إعلامية وتقنية محلية وعالمية.

ضمن أسبوع اللغة العربية وزارة الثقافة والشباب تناقش حضور اللغة العربية في الفضاء المكاني العام

ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية وبالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة تقرير حالة اللغة العربية، انعقدت الندوة الحوارية بعنوان “حضور الخط العربي في الفضاء المكاني العام” بمشاركة كل من الفنانين، الإماراتي مطر بن لاحج، والسعودية لولوة الحمود، وأدارتها فرح قاسم محمد، مسؤولة مهرجان الفنون الإسلامية بدائرة الثقافة في الشارقة، حيث تناولت الندوة أسئلة اللغة العربية ومكانتها وإمكاناتها، وحضورها في الفضاء المكاني العام وتحديات العولمة وانتشار اللغات الأجنبية، حضور جمالي

حيث تحدث الفنان مطر بن لاحج، عن علاقته بالخط العربي وجماليات التشكيل، مشيداً بدور وزارة الثقافة كمظلة للإبداع ودورها الداعم للمبدعين والمثقفين، معتبراً أن للفنان عالمه الداخلي ومناطقه العاطفية الخاصة التي تبدأ فيها أفكار مشاريع أعماله الفنية، وأن الفنان العربي صاحب إرث لغوي وحضاري عريق يستند إليه في حبه للغته الأم، وعلاقته بالخط كعمق فني وحروف هي كواكب ونجوم في سماوات الفنان، وكنمط فني مغاير غير تقليدي لغرض بناء أفق جديد لعرض الخط العربي بما يعكسه من قدسية اللغة العربية نفسها.

وعن فكرة متحف المستقبل في دبي الذي استعرض الفنان بعض صور عمله على إنجاز إطاره المزخرف بجماليات الخطوط العربية، رأى مطر بن لاحج أن الفضل يعود إلى القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، صاحب فكرة بناء المتحف، حيث استلهم الفنان إرادة سموه ورؤيته، واستخدم مقولات سموه بشكل أساسي إلى جانب عبارات عربية أخرى، عاملا على إبراز خط الثلث العربي وحروفه التي استخدمها في تصميمٍ اشتغل عليه لأكثر من أربعة شهور، مستنداً إلى خبرته في العمارة والتصميم على وجه الخصوص بين جسم الكتلة والجسم الفراغي وخامات البناء من معدن وزجاج وغيره، الأمر الذي ساعد على إنجاز المتحف بشكل احترافي وإتقان.

كما أفاض بن لاحج في حديثه عن شغفه بالعمل على أيقونة “طاقة الكلام” وهي عبارة عن مجموعة من الأعمال الفنية التي تستلهم وتستخدم أقوال المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، والمعروضة ضمن مقتنيات قصر الوطن في أبوظبي، مستعرضا روائع الإرث المعرفي للغة العربية من خلال موسوعاتها العلمية والأدبية والبلاغية، وقارئاً إمكانات الخط العربي وحضوره في كل أرجاء العالم، وخاصة خط الثلث الذي يعتبره ملكيا ومحبوباً ويعتبره الأكثر تعبيراً عن شخصيته ورؤيته الفنية، مشيراً إلى خصوصية اللغة العربية والخط المكتوبة به في تناسق جمالي عريق بينهما.

أما الفنانة لولوة الحمود فقد أشارت إلى أنّ الخط العربي هو مصدر إلهامها في تجربتها الفنية، وأنّ نظرية ابن مقلة في النسبة والتناسب في رسم الحروف هي نظرية أفادتها كثيراً، إلى جانب المربع البيدي لاستنباط شفرات خاصة بالحروف العربية التي استخدمتها في أعمالها الفنية، كما استعرضت أثر اليقين والإيمان بالله الواحد في رسم العلاقة بين المحدود وهو الأشكال من مربعات ودوائر واللا محدود وهو الله سبحانه وتعالى، مستفيدة من أساسيات الخط العربي الذي يحفز المتلقي على فك شفراته ويجذب المشاهد لا بقراءته بل بتفاصيله وشكله البديع والتأمل في أبعاده الفنية والجمالية.

وعن آفاق تطوير الخط العربي رأت لولوة الحمود أن العرب في حقبة زمنية معينة كانوا معزولين عن حضارتهم وتراثهم الثقافي والمعرفي، وباتوا اليوم يواجهون تحديا كبيرا في نشر وترويج جماليات الخط العربي في إطار التقنيات الحديثة وتصميم حروفهم على سبيل المثال في الاستخدامات الحاسوبية والكتابة في النصوص الكمبيوترية، معتبرةً أن الخط العربي هو رمز الثقافة العربية وروحها المتأصلة فينا، بدءاً من القرآن الكريم، ويحق لنا أن نفتخر كعرب بجماليات هذا الخط، وأنّ الخط العربي في تجربتها الشخصية نتيجة شغف بالهندسة وجماليات التصميم، مشيدةً باحتضان القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية للإرث الثقافي العربي والإسلامي، وإعلانها العام الحالي عاما للخط العربي، الأمر الذي يمثل رافعةً هامة للحراك الإبداعي في مجال الخط والحروفية.

-انتهى-

عن تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها

كانت وزارة الثقافة قد تبنت مشروع تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها وشكّلت فريقاً بحثياً يضم باحثين وخبراء من جامعات عربية مختلفة بدؤوا عمليات البحث والاستقصاء وجمع البيانات ضمن المحاور العشرة التي تضمنها التقرير.

وجاء تبني الوزارة للعمل على التقرير بعد توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في 18 ديسمبر 2018، بالعمل على إطلاق تقرير “تقرير حالة ومستقبل اللغة العربية”، ليكون أساساً ودراسةً موسعة لمقاربة تحديات اللغة العربية بطريقة علمية تساعد على تطوير أساليب استخدامها وتعليمها وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة.

وشارك في التقرير أكثر من 75 شخصية تضمنت الفريق البحثي بقيادة الدكتور محمود البطل، أستاذ اللغة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت، إضافة إلى باحثين وأساتذة جامعات من أنحاء العالم، وقادة مؤسسات إعلامية وتقنية محلية وعالمية.

وزارة الثقافة والشباب تناقش دور الإعلام في صناعة السياسات اللغوية

نظمت وزارة الثقافة ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية جلسة حوارية بعنوان “الإعلام وتأثيره في صناعة السياسات اللغوية”، والتي ناقشت دور الإعلام في تطور اللغة العربية وانتشارها، ومسؤولية الإعلام في صناعة السياسات اللغوية. بمشاركة نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب وسعادة سعيد العطر رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وحمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، وعائشة سلطان كاتبة ومؤسس ومدير دار ورق للنشر، ومينا العريبي رئيسة تحرير صحيفة ذا ناشيونال.

وأكدت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب أن الإعلام يلعب دوراً محورياً في تشكيل الشخصية باعتباره نبض المجتمعات، والناطق بلسانها والمعبر عن واقعها وطموحاتها، ونظراً لهذا الدور لقد كان حاضراً في تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها تحت محوريين رئيسين هما، واقع اللغة العربية ومستقبلها من منظور الخطاب الإعلامي العربي المعاصر، واستخدامات العربية في الإعلام العربي المعاصر والفضاء المكاني العام، مشيرة إلى  أن الوزارة عملت على تحديد الملامح التي تعبر عن الخطاب الإعلامي العربي بخصوص اللغة العربية ومشكلاتها وتشخيص واقعها بشكل دقيق، من خلال الشراكة مع 15 مؤسسة إعلامية، ساهمت في إعداد التقرير وإثراءه.

وقالت نورة الكعبي: “من خلال تواصلنا ومقابلاتنا مع وسائل الإعلام في الدول العربية، وجدنا الحاجة إلى إقرار ميثاق إعلاميّ عربيّ مشترك يُعنى باللغة العربيّة في الإعلام وتحدّد بنودُه مستوى اللغة التي تسود الإعلام والشروط اللغويّة التي ينبغي أن تتوفّر في الإعلاميّ وفي المادّة الإعلاميّة، مشيرة إلى  أن وسائل الإعلام العربية شهدت نمواً كبيراً خلال السنوات الماضية، وطفرة هائلة في المحتوى العربي سواء في وسائل الإعلام التقليدية أو الرقمية بما يعكس إقبال الناس عليها، وهذه المعطيات تؤشّر لنبض قويّ للعربيّة في حياة المجتمعات الحاضنة لها.

وأضافت معاليها: “علينا تفعيل الشراكة بين قطاع الإعلام ومراكز البحث العلميّ في مختلف التخصّصات الإنسانيّة واللغويّة والعلميّة بهدف مواكبة مقاربات البحث في اللغويّات المعرفيّة واستثمارها في الخطاب الإعلاميّ، بالإضافة إلى  توظيف المحتوى الإعلاميّ في تطوير مقرّرات دراسيّة بالمدارس العربيّة تهدف إلى تعريف الطلّاب بمستويات العربيّة، وتوعيتهم بتنوّعها واتّساعها، بحيث لا يقتصر فهمهم للّغة العربيّة على أنّها الشعر والأدب القديم والنحو فحسب، وأن يكون هذا جزءًا من تدريبهم على استخدام اللغة في سياقات تواصليّة تربطهم بالواقع وتتيح لهم التعبير عنه والتفاعل معه عبر اللغة.

من جانبه قال سعادة سعيد العطر رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات: ” قيادة دولة الإمارات الرشيدة أولت اللغة العربية اهتماماً خاصاً لتكون لغة حياة، فلدينا العديد من التشريعات والمبادرات الخاصة باللغة العربية، والتي أدت بدورها إلى نموها وانتشارها في الوطن العربي خلال الفترة الماضية.

وأكد سعادته على أهمية دعم صناعة المحتوى الترفيهي الإعلامي باللغة العربية، مثل الدراما، الموسيقى، المسرح، الألعاب الإلكترونية، وهي أدوات نستطيع من خلالها مواجهة التحديات، فضلاً عن تصدير الثقافة من خلال معاهد مختصة في اللغة العربية، مشيراً إلى أهمية الإعلام البناء والايجابي في دعم اللغة العربية.

وأشار حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، إلى أهمية دور الإعلام بمختلف أدواته في تعزيز حضور اللغة العربية وانتشارها، ونحن الأن بحاجة إلى محتوى إعلامي منافس ينشر الثقافة ويعزز من حضور اللغة العربية مشيراً إلى أن الإعلام مطالب الآن بتسهيل المفردات وتبسيطها على القراء، وتسويقها بشكل يلاقي رواج كبيراً، حيث أن لغتنا العربية لغة مرنة سهلة بسيطة، والمحتوى الهادف أساس تسويقها.

وقالت عائشة سلطان كاتبة ومؤسس ومدير دار ورق للنشر: “عند حديثنا عن المحتوى الإعلامي الجذاب والسلس، علينا تأهيل الإعلاميين وصناع المحتوى، بدءاً من كليات الإعلام والصحافة، من خلال التركيز على اللغة العربية وموادها المطروحة، حتى يصبح لدينا كوكبة من الإعلاميين وصناع المحتوى من أصحاب الكفاءة والحرفية.

وأكدت عائشة سلطان أن دولة الإمارات لا ينقصها المبادرات والمواثيق الخاصة باللغة العربية، ووجود ميثاق إعلامي للغة العربية مهم، ولكن علينا ضمان تطبيق هذا الميثاق في مؤسساتنا الإعلامية بشقها الحكومي والخاص، حيث تنقصنا الإدارة في تنفيذ هذه المواثيق في ظل امتداد الإعلام ودخول الإعلام الجديد الذي أصبح فيه كل فرد يملك وسيلته الخاصة للنشر.

-انتهى-

عن تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها

كانت وزارة الثقافة قد تبنت مشروع تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها وشكّلت فريقاً بحثياً يضم باحثين وخبراء من جامعات عربية مختلفة بدؤوا عمليات البحث والاستقصاء وجمع البيانات ضمن المحاور العشرة التي تضمنها التقرير.

وجاء تبني الوزارة للعمل على التقرير بعد توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في 18 ديسمبر 2018، بالعمل على إطلاق تقرير “تقرير حالة ومستقبل اللغة العربية”، ليكون أساساً ودراسةً موسعة لمقاربة تحديات اللغة العربية بطريقة علمية تساعد على تطوير أساليب استخدامها وتعليمها وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة.

وشارك في التقرير أكثر من 75 شخصية تضمنت الفريق البحثي بقيادة الدكتور محمود البطل، أستاذ اللغة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت، إضافة إلى باحثين وأساتذة جامعات من أنحاء العالم، وقادة مؤسسات إعلامية وتقنية محلية وعالمية.

ضمن برنامج أسبوع اللغة العربية وزارة الثقافة والشباب تناقش اللغة العربية في ثقافة الآخر: كوريا أنموذجاً

ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية وبالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها، انعقدت الندوة الحوارية بعنوان “اللغة العربية في ثقافة الآخر: كوريا أنموذجاً” في إطار برنامج الحوار الثقافي الإماراتي الكوري، وقد أدارتها الدكتورة هنادا طه، أستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة زايد، بمشاركة طلاب من جامعة زايد يتقنون اللغة الكورية وطلاب من جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في كوريا ممن يتقنون اللغة العربية، وهم: لي سونغ مين، سو يونغ بارك، كيم جي أو، كيم سونغ جين، يون يو جين، حصة راشد النعيمي، مريم مبارك الكربي، شمة فهد الذهلي، موزة خليفة المزروعي، موزة سلطان الزعابي، فاطمة حارب النيادي وأسماء يوسف الحمادي والأستاذة في جامعة زايد صوفيا جونغ.

ومن أهم ما تطرق إليه المحاورون ضمن الندوة الأسباب المحفّزة للشباب في كوريا والإمارات إلى دراسة اللغة العربية والكورية، متناولين قيم حب الثقافة والمعرفة التي لدى الآخر، والتنوع الثقافي لكلي البلدين من خلال حضور اللغة العربية في ثقافة الآخر من خلال النموذج الكوري وطلابها الذين تعلموا العربية مع الطلاب الإماراتيين، وحضور اللغة الكورية في ثقافة الطلاب الذين يتقنونها من الإماراتيين.

بعد التعريف بالطلاب الكوريين وسيرة تعرّفهم على اللغة العربية، تمحور الحديث حول علاقة الطلبة الكوريين باللغة العربية حيث اعتبروها لغة الفرصة بالنسبة لطلبة الجامعات في كوريا، مشيرين إلى جديتهم في دراستها رغم صعوبة تعلمها، لغناها ومحتواها الثقافي الممتع، مؤكدين على أن للّغة العربية قوة تنافسية في أسواق العمل في كوريا والعالم، بينما رأت الطالبات الإماراتيات أن دراسة اللغة الكورية تعكس الشخصية الإماراتية المحافظة على الهوية الوطنية والمنفتحة على العالم في الوقت نفسه، والمدركة لأهمية الاقتصاد الثقافي والسياحة الثقافية والقوة الناعمة التي تعكسها المنتجات الثقافية والتراثية للدول من أنماط حياة وطعام وفنون وأغاني ومسلسلات وغيرها.

كما استعرض المشاركون أهمية تقارب الشعوب وتواصلها عبر تعلّم اللغة والإلمام بثقافتها ومحتواها المعرفي، مشيدين بالحوار الثقافي العربي الكوري، والمهرجانات الثقافية العربية في كوريا والتي ينجذب إليها الشباب الكوري بشدة، مع التركيز على التجارب الفردية في تعلّم اللغات والاطلاع على كنوزها المعرفية من آداب وشعر ونثر وما يرتبط بها من علوم وتجارب في الحياة والمستقبل إنسانياً ومهنياً.​

ضمن برنامج أسبوع اللغة العربية وزارة الثقافة والشباب تناقش اللغة العربية في ثقافة الآخر: كوريا أنموذجاً

ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية وبالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها، انعقدت الندوة الحوارية بعنوان “اللغة العربية في ثقافة الآخر: كوريا أنموذجاً” في إطار برنامج الحوار الثقافي الإماراتي الكوري، وقد أدارتها الدكتورة هنادا طه، أستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة زايد، بمشاركة طلاب من جامعة زايد يتقنون اللغة الكورية وطلاب من جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في كوريا ممن يتقنون اللغة العربية، وهم: لي سونغ مين، سو يونغ بارك، كيم جي أو، كيم سونغ جين، يون يو جين، حصة راشد النعيمي، مريم مبارك الكربي، شمة فهد الذهلي، موزة خليفة المزروعي، موزة سلطان الزعابي، فاطمة حارب النيادي وأسماء يوسف الحمادي والأستاذة في جامعة زايد صوفيا جونغ.

ومن أهم ما تطرق إليه المحاورون ضمن الندوة الأسباب المحفّزة للشباب في كوريا والإمارات إلى دراسة اللغة العربية والكورية، متناولين قيم حب الثقافة والمعرفة التي لدى الآخر، والتنوع الثقافي لكلي البلدين من خلال حضور اللغة العربية في ثقافة الآخر من خلال النموذج الكوري وطلابها الذين تعلموا العربية مع الطلاب الإماراتيين، وحضور اللغة الكورية في ثقافة الطلاب الذين يتقنونها من الإماراتيين.

بعد التعريف بالطلاب الكوريين وسيرة تعرّفهم على اللغة العربية، تمحور الحديث حول علاقة الطلبة الكوريين باللغة العربية حيث اعتبروها لغة الفرصة بالنسبة لطلبة الجامعات في كوريا، مشيرين إلى جديتهم في دراستها رغم صعوبة تعلمها، لغناها ومحتواها الثقافي الممتع، مؤكدين على أن للّغة العربية قوة تنافسية في أسواق العمل في كوريا والعالم، بينما رأت الطالبات الإماراتيات أن دراسة اللغة الكورية تعكس الشخصية الإماراتية المحافظة على الهوية الوطنية والمنفتحة على العالم في الوقت نفسه، والمدركة لأهمية الاقتصاد الثقافي والسياحة الثقافية والقوة الناعمة التي تعكسها المنتجات الثقافية والتراثية للدول من أنماط حياة وطعام وفنون وأغاني ومسلسلات وغيرها.

كما استعرض المشاركون أهمية تقارب الشعوب وتواصلها عبر تعلّم اللغة والإلمام بثقافتها ومحتواها المعرفي، مشيدين بالحوار الثقافي العربي الكوري، والمهرجانات الثقافية العربية في كوريا والتي ينجذب إليها الشباب الكوري بشدة، مع التركيز على التجارب الفردية في تعلّم اللغات والاطلاع على كنوزها المعرفية من آداب وشعر ونثر وما يرتبط بها من علوم وتجارب في الحياة والمستقبل إنسانياً ومهنياً.​

أعضاء المجلس الاستشاري للغة العربية: تقرير حالة اللغة العربية يرسم استراتيجيات وملامح مستقبلها

 أكد أعضاء المجلس الاستشاري للغة العربية أن تقرير حالة اللغة العربية مبادرة مهمة، تسهم في رسم استراتيجيات وملامح مستقبل لغة الضاد، وتعكس حرص دولة الإمارات واهتمامها باللغة العربية، لتكتسب مكانتها على نطاق واسع.

وثمن الأعضاء في مقالاتهم بتقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها جهود دولة الإمارات العربية المتحدة، في المحافظة على اللغة والهوية العربية والنهوض الحقيقي بها على مختلف المستويات، وتكريس مكانتها، وحمايتها في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، فضلا عن الدفاع عنها في عصر العولمة الثقافيّة، وتحويل التحديات إلى فرص وحلول مبتكرة تعزز من حضورها.

وأكد الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية أن وصف واقع اللغة العربية وتحدياتها يتطلّب جهوداً مؤسّسيّة جماعيّة ومنهجيّة، تتناول المسألة من جوانبها وزواياها المتعدّدة، ولا تقتصر على نظرة أحاديّة أو مسبقة أو على انطباعات عامّة، ولعلّ أوّل ما يستوقفنا في هذا السياق، هو النقص الفادح في البيانات والمعلومات المتعلقة باللغة العربيّة، فمع أنّ اللغة العربيّة معروفة بثراء معجمها وخصوبة مستندها التاريخيّ الإبداعيّ الأدبيّ والثقافيّ، إلّا أنّها تعاني من محدوديّة مساهمتها في المحتوى الرقميّ، إذ لا تتجاوز هذه المساهمة 3% من مجمل المحتوى الرقميّ العالميّ، والإمارات العربيّة المتّحدة، كغيرها من الدول المتحدّثة باللغة العربيّة، تواجه التحدّيات ذاتها، بل وربّما بقدر أكبر نظرًا لكونها مركز عمل عالميّ رائدًا، يستقطب مختلف الجنسيات للعمل والعيش فيها.

وقال بن تميم في مقالة رأي بالتقرير : “الإمارات العربيّة بشكل عامّ، وأبو ظبي بشكل خاصّ تسعى لحمل شعلة اللغة العربيّة على الصعيد المحليّ والعربيّ والعالميّ، في مواجهة تحدّيات العصر الحديث التي تهدّد اللغة الأمّ، وهو هدف نابع من إيمان عميق ومتجذّر بمقام اللغة العربيّة وإرثها العريق وخصائصها الفريدة، زرعه فينا الأب المؤسّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، وواصلته القيادة الإماراتيّة بثبات راسخ إلى يومنا هذا. وما قرار صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بتأسيس مركز للّغة العربيّة، إلّا تعبيرًا جليًّا عن حجم الاهتمام الذي تحظى به اللغة العربيّة، وأيضًا حجم الرهان عليها وعلى إمكاناتها في المساهمة الفاعلة في النهضة الحضاريّة لدولة الإمارات”.

ونوه بلال البدور الأمين العامّ لجائزة محمد بن راشد للّغة العربيّة، ونائب رئيس المجلس الاستشاريّ للّغة العربيّة في دولة الإمارات، إنّ أمّتنا العربيّة نصّت في دساتيرها على أنّ اللغة العربيّة هي اللغة الرسميّة لبلدانها، وإذا كانت الدساتير تنصّ على عروبة اللغة فإنّ الأمر يتطلّب وجود تشريعات تُحدّد مواقع استعمال هذه اللغة، والضوابط الخاصّة بذلك، والجزاءات التي تُفرض في حال المخالفة والتجاوز. لذا سارعت بعض الدول إلى وضع قوانين خاصّة بحماية اللغة. فقد أصدرت المملكة الأردنيّة الهاشميّة قانونًا عام 2015، وهناك مشروع قانون يُدرَس بالبرلمان المصريّ لتعديل قانون قديم لهذه الغاية، كما أنّ هناك قانونًا بالمغرب وآخر بقطر.

وأضاف: ” أصدرت دولة الإمارات العربيّة المتّحدة ميثاقًا باسم “ميثاق اللغة العربيّة،” يُحدّد مجموعة من الإرشادات والتعليمات العامّة التي تؤكّد على سيادة اللغة العربيّة. وفي المؤتمر الدوليّ الثالث للّغة العربيّة الذي ينظّمه المجلس الدوليّ للّغة العربيّة أُقرّ مشروع قانون استرشاديّ لحماية اللغة العربيّة”.

وقالت الدكتورة رابعة السميطي وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع تحسين الأداء: ” علينا أن نعيد النظر في موقفنا من اللغة العربيّة، وعلى وجه الخصوص موقفنا في الدفاع عنها، وفي وضع الحلول والاستراتيجيّات؛ لأنّه من الواضح أنّ جميع ما تمّ طرحه في السابق لم يُجْدِ الكثير، مشيرة إلى أن علينا أن نغيّر دور المدافِع إلى دور المهاجِم، ليس المهاجم الذي ينهال على الجميع ويجبرهم على الخضوع له، بل المهاجِم الذي يتسلّل بكل رفق ويفرض نفسه بكل هدوء. في مجال التكنولوجيا، خاصّة مع تطوّر الذكاء الاصطناعيّ والتطوّرات الكثيرة التي يشهدها هذا المجال، فما زال هناك فرق شاسع فيما يُقدَّم باللغة العربيّة وما يُقدَّم بالإنجليزيّة”.

وأشارت إلى الحاجة إلى تعزيز اللغة العربيّة عبر دخول عوالم التقنيّات وغيرها من الحلول المتطوّرة التي ستوفّر للقارئ العربيّ أو المستخدم العربيّ خيار استخدام اللغة العربيّة في هذا المجال، فضلاً عن الابتعاد عن الحلول التقليديّة التي طُرِحَت في السابق ولم يكن لها أيّ أثر، والتفكير بطريقة مختلفة، ووضع الحلول من خلال طرح أسئلة عمّا يحتاجه الشباب اليوم، وعن اهتماماتهم وخبراتهم؛ للتمكن من معالجة الموضوع بطريقة عصريّة متوافقة مع التطوّر السريع في العالم من حولنا.

وأشار الدكتور عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج أن المعلّم يُعدّ حجر الزاوية في العملية التعليميّة، ويحتلّ مكان الصدارة بين العوامل التي يتوقّف عليها نجاح التربية في بلوغ غاياتها على اعتبار أنّه لا يمكن الفصل بين مسؤوليّات المعلّم والتغييرات الأساسيّة التي تتمّ في المجتمع. فيجب اختيار المعلّم وإعداده وتدريبه وفق أُسس علميّة صحيحة تتواءم مع متطلّبات العصر المتسارعة، ومن هنا يعدّ الاهتمام بتطوير برامج إعداد المعلّمين، وضمان جودة إعدادهم وتدريبهم من أهمّ الاتّجاهات العالميّة المعاصرة، حيث يتزايد الاهتمام بهذه البرامج؛ لتمكين المعلّمين من مواجهة التحدّيات المعاصرة، ومواكبة التطوّرات السريعة المتلاحقة في العلوم والمعارف، والقيام بمهامّ المعلّم العصريّ.

وأضاف إنّ الوصول إلى مستويات رفيعة لأداء معلّمي اللغة العربيّة – في إطار عمليّة التطوير مرهون بعوامل كثيرة، من أهمها انتقاء نوعيّة جيّدة منهم وحسن إعدادهم، وجودة تدريبهم، وتزويدهم بمهارات القرن الحادي والعشرين، وفى مقدّمتها مهارات التواصل، ومهارات التعلّم الذاتيّ والإبداع، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تعليم اللغة العربيّة وتعلّمها، فمعلّم اللغة العربيّة المبدع هو طالب علم طوال حياته في مجتمع دائم التعلّم والتطور في ظلّ التقنيّة والمعلومات.

من جانبه قال الدكتور علي سعيد الكعبي مستشار بجامعة الإمارات: “إنّ إشكاليّة العربيّة في عصرنا الحاضر تكمن في اللغة ذاتها والقائمين عليها حيث توقّف العمل على التعريب والترجمة – رغم قلّته – من سنوات طويلة، ولم تعد هناك مرجعيّة علميّة يمكن الاستناد إليها، بالإضافة إلى استسهال استخدام اللغة الإنجليزيّة للتدريس والكتابة واستخدام مراجعها لكثير من الأساتذة في الجامعات بسبب التعليم الذي تلقّاه كثيرون منهم في جامعات أجنبيّة. وليس من قبيل المبالغة القول إنّه ربما تتمثّل أوّل عقبة في استخدام اللغة العربيّة لتدريس العلوم في الجامعات في الأساتذة العرب أنفسهم بسبب مقاومتهم للقيام بجهد إضافي في الترجمة والتعريب”.

وأضاف الكعبي: “إنّ عدم وجود معايير محدّدة لقياس مهارات اللغة العربيّة ولو بحدّها الأدنى لكلّ منتسبي الجامعات سوف يزيد من الضرر اللاحق بالعربيّة. والإنجليزيّة، على سبيل المثال، تعتمد اختبارات ومعايير للتأكّد من حصول منتسبي الجامعات على الحدّ الأدنى من مهارات اللغة مثل اختبارات التوفل والأيلتس وغيرها، وهذا غير متوفّر للعربيّة في كثير من الجامعات”.

قالت فاطمة غانم المرّي المديرة التنفيذية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي: “لغتنا العربيّة لها مكانتها وأهمّيّتها في حياتنا كأفراد وكمجتمع، ودورها في إثراء المسيرة التنمويّة الممتدّة لدولة الإمارات، لا سيّما منظومة التعليم والتعلّم بجناحيها الحكوميّ والخاصّ على مستوى الدولة، ولقد لاحظنا رسوخ مكانة لغتنا العربيّة في المجتمع التعليميّ، وذلك من خلال الربط بين مادّة التربية الأخلاقيّة من جهة، وبين الدراسات الاجتماعيّة من جهة أخرى، حيث ساهمت في تطوير علاقة الطلبة من مختلف الجنسيّات والثقافات بالمجتمع المحلّيّ وتوفير تجربة تعلّم متكاملة”.

وأكدت المرّي على أنه عندما تصبح لغتنا العربيّة أسلوب حياة، فسوف نعبر بها إلى آفاق جديدة ونتجاوز التحدّيات. لقد كانت اللغة العربيّة القلب النابض في جسد الحضارة العربيّة الممتدّة لقرون ماضية، وسيبقى هذا القلب نابضًا في مسيرة استئناف الحضارة العربيّة، وذلك بما سنقدّمه كأفراد ومؤسّسات من جهود متضافرة، لتكون ونحن معها بكل خير وفي مزيد من الخير والازدهار.

وأوضحت الدكتورة كريمة مطر المزروعي رئيسة منظمة تربويّون بلا حدود، أنه عندما يصل الأمر إلى ضعف اللغة العربيّة في نفوس أبنائها من الطلّاب والمعلّمين على السواء، نجد أكثر الجمهور ينبري ليقدّم أسبابًا وحلولًا ولومًا. الأسباب كثيرة ومتنوّعة، ولكن لا يمكن إلقاء اللوم على المعلّم، أو الطلّاب، أو أولياء الأمور، وإن إلقاء اللوم من الأساس هو مضيعة لوقت اللغة العربيّة.

وقالت المزروعي: “لا تحتاج اللغة العربيّة إلى مبادرات وقتيّة أو احتفاليّات سنويّة ترتبط بيوم واحد، بل تحتاج إلى وضع نظام وسياسات متكاملة تنظر للنظام التعليميّ في تدريس اللغة العربيّة بشكل متكامل. فالنظام التعليميّ ليس معلّمًا وكتابًا فقط، بل منظومة متكاملة تعضد بعضها بعضا، مثمنة مبادرات دولة الإمارات بترخيص المعلّمين، فهي تركّز على تأهيل المعلّم في المهارات والمحتوى العلميّ ليكون مؤهّلًا لتفعيل المهارات التي يقوم بتدريسها، والاختبارات الوطنيّة EMSAT ستُحدث مع تقادم الزمن تغييرًا إيجابيًّا لأنها تركّز على مخرجات التعلّم بدلًا من الكتاب المدرسيّ.

وقالت منى الكندي الأمين العام لتحدي القراءة العربي: “قد لا نستطيع في سنوات قليلة إحداث انقلاب كامل في العقليّة العربيّة أو نجتثّ عقودًا من الرخاوة والكسل المعرفيّ، فالتغيير يحتاج حفرًا وئيدًا في العقل العربيّ. ويمكننا القول إنّنا من خلال تحدّي القراءة العربيّ ومشاريع ومبادرات معرفيّة وثقافيّة عدّة استطعنا أن نطلق شرارة أمل، وأمامنا جميعًا مسؤوليّة المحافظة عليها كي تظلّ جذوتها متّقدة، بالمتابعة والدعم والاستمرار والاحتفاء بملايين القرّاء العرب من الشباب”.

وقالت الدكتورة هنادا طه-تامير أستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة زايد: “قد نكون وصلنا اليوم إلى أن نقول إنّ خرافة “اللغة العربيّة لغة صعبة،” أصبحت واقعًا يتمثّل في خوف أجيال بكاملها من اللغة العربيّة وفي عدم استخدامهم أو إتقانهم لها، وفي الشعور بأنّها ليست في متناول أيديهم، وعقولهم، وقلوبهم. ودليلنا على عدم نجاح منظومة المعلّم الجيِّد هو نتائج الطلّاب في اختبارات القراءة والفهم القرائيّ العالميّة المُقنّنة مثل اختبارات “بيرلز” و”بيزا” والتي تحصل معظم الدول العربيّة على أدنى المراتب فيها. ولعلّ أهمّ أسباب ذلك هو أنّنا ما زلنا في معظم المدارس والجامعات العربيّة نعمل مع الطلّاب على: “معرفة العبارات،” وليس على “معرفة مدلول العبارات” بحسب قول عبد القاهر الجرجانيّ. فبالرغم من الميزانيّات المعقولة – وفي بعض الدول العربيّة الميزانيّات الهائلة – والدعم والمصادر المتاحة، فإنّ النتائج ما زالت تقريبًا في مكانها منذ عشرين سنة تقريبًا”.

وقال الدكتور نزال حبش من جامعة نيويورك – أبوظبي: ” هدف التكنولوجيا بصورة عامّة هو خدمة الإنسان وتسهيل احتياجاته. وقبل أن نتكلّم عن اللغة العربيّة والتكنولوجيا يجب علينا توصيف الوضع الحاليّ للّغة العربيّة بموضوعيّة وتعريف احتياجات متكلّميها: اللغة العربيّة هي مجموعة من اللهجات المرتبطة ببعضها لغويًّا وتاريخيًّا، والتي يتميّز بعضها اجتماعيًّا لأسباب دينيّة (لغة القرآن الكريم، فصحى التراث) وسياسيّة (فصحى العصر) عن مجمل ما يُسمّى باللهجات العامّيّة. ومع أنّ الفصحى ليست هي اللهجة الأولى للطفل العربيّ، فإنّه يكتسب العديد من عناصرها من محيطه مع العامّيّة ومن ثمّ يتعلّم قواعدها وأنظمتها القياسيّة في المدرسة، في حين تبقى العامّيّة هي اللهجة الأمّ غير المقيّسة. فالإنسان العربيّ العاديّ البالغ يتكلّم ويفكّر معظم يومه بالعامّيّة، ويقرأ أو يستمع إلى الأخبار بفصحى العصر، ويصلّي بفصحى التراث، ويستمتع بسماع أغانٍ ومشاهدة برامج تلفزيون بعامّيّته وعامّيّات أخرى (إلى حدٍّ ما) وكذلك الفصحى، ويغرّد على تويتر أو يعلّق على فيسبوك بالعامّيّة أو الفصحى باستخدام الخطّ العربيّ أو اللاتينيّ (ما يسمى بالعربيزيّ أو لغة التشات)، ولغته اليوميّة قد يتخلّلها تنقّل بين العامّيّة والفصحى واستخدام مفردات على درجات مختلفة من التعرّب من لغات أخرى كالإنجليزيّة والفرنسيّة”.

وأضاف: “من ناحية تكنولوجيّة، قد تبدو اليوم خيالًا علميًّا، نرى أنّ تطبيقات الذكاء الاصطناعيّ اللغويّة يجب أن تُصمَّم لخدمة هذا الإنسان واحتياجاته اللغويّة كلّها: مثلًا، أنظمة المساعدة الآليّة يجب أن تتعرّف تلقائيًّا على لهجته، وتتفهّم أوامره وأسئلته، وتجيب عنها باللهجة (عامّيّة أو فصحى) التي يفضّلها هو كمستخدم، وكمثال آخر، فإنّ هذا المستخدم العربيّ قد يفضّل التصحيح الآليّ لإملائه أن يكون بالفصحى عند كتابة مقالة للنشر، وبالعامّيّة عند كتابة شعر عامّيّ أو تغريدة لزملائه. ويشابه هذا الهدف ما يتوقّعه المتكلّمون بالإنجليزيّة من الذكاء الاصطناعيّ لغويًّا: أن يخدم احتياجاتهم اللغويّة ويفهمهم”.

وزارة الثقافة والشباب تطلق أول تقرير من نوعه يرصد حالة اللغة العربية ومستقبلها

  • نورة الكعبي: يشكل التقرير قاعدة أساس ونقطة مرجعية لصناع القرار وهو جزء من التزام الإمارات بهويتها الثقافية
  • أودري أوزلاي: اللغة العربيّة بوّابة عبور إلى تراث ثقافيّ غاية في الثراء والتنوّع
  • سمو الأمير بدر بن عبد الله: اللغة وسيلة عميقة لنقل الثقافة والحضارة وتبادل الأفكار والرؤى
  • الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: اللغة حافظة الهويّة، وحضنها الأوّل.

أطلقت وزارة الثقافة تقرير حالة اللغة  العربية ومستقبلها، كأول تقرير بحثي يرصد حالة اللغة العربية في عدة محاور وذلك ضمن فعاليات اليوم العالمي للغة العربية. وقد جاء إعداد التقرير بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله ليكون أساساً ودراسةً موسعة لمقاربة تحديات اللغة العربية بطريقة علمية تساعد على تطوير أساليب استخدامها وتعليمها وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة.

وأكدت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب أن التقرير يشكل قاعدة أساس ونقطة مرجعية لمساعدة صناع القرار في الحكومات والمؤسسات الخاصة على مستوى المنطقة والعالم، في كل ما يخص اللغة العربية. وهذا التقرير سيكون اللبنة الأولى في إطار مشروع دائم لدراسة حالة اللغة العربية والعمل على تعزيز حضورها واستخدامها بأشكالها المتنوعة”.

وأشارت نورة الكعبي أن المحاور العشرة للتقرير ركزت على أهم القضايا الأساسية التي تهم صناع القرار العاملين في قطاع اللغة العربية، واخترنا أن يتضمن التقرير إضافة إلى العمل البحثي، مقالات رأي من مختلف الفاعلين في القطاع من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى دراسات حالة مختارة ضمن مختلف المحاور.

وأوضحت نورة الكعبي بإن هذا العمل هو جزء من التزام الإمارات بهويتها الثقافية وبدورها كمساهم فاعل في الهوية الثقافية لمنطقتنا.

وحول أهم المخرجات والتوصيات قالت نورة الكعبي:

” رصد التقرير إيماناً راسخاً لدى شرائح واسعة من الشباب الجامعيين في العالم العربي بأن العربية هي أساس هويتهم الوطنية والعربيّة والدينية، وبأنّها ضروريّة في حياتهم، وبأنّ لديهم رغبة في استخدامها بشكل أكبر في حياتهم وفي تعليمها لأولادهم، ممّا ينمّ عن عمق العلاقة بين هؤلاء الشباب ولغتهم. كما أظهر  ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد متعلّمي العربية من غير الناطقين بها في بلدان متعدّدة استطاعوا بلوغ مستويات عالية من الكفاءة في اللغة العربية أتاحت لبعضهم فرص الانخراط في ميدان تدريس العربية كلغة أجنبية، مما يثبت أنّ تعلّم العربية ممكن وفي متناول كل من يمتلك الحافز للتعلّم”.

وأشارت نورة الكعبي أنه تم تحقيق قفزات نوعية في عديد من الفضاءات التكنولوجية تمثلت في التقدم الذي حققته لغات البرمجة العربية، وظهور الكثير من التطبيقات باللغة العربية، وتمكّن العربيّة من شقّ طريق لها إلى كثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي”.

وقالت أودري أزولاي المديرة العامّة لمنظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في كلمتها بالتقرير:

” اللغة العربيّة واحدة من أكثر لغات العالم انتشارًا. وهي لسان ما يربو على 422 مليون نسمة، وبها يتواصلون ويتفاعلون. كما أنّها لغة دين الإسلام الذي يعتنقه ما يربو على المليار ونصف المليار إنسان، وبها يمارسون عباداتهم.  والعربيّة ركيزة من ركائز الحضارة الإنسانيّة. وهي لغة الابتكار والاستكشاف في مجالات العلوم والطبّ والفلك والرياضيّات والفلسفة والتأريخ، على مرّ العصور. وكانت وما تزال جسرًا للمعرفة، عبر الزمان والمكان. وأسهمت عبر القرون، مع بقيّة ثقافات العالم، في تراكم إرث الإنسانيّة”

وأشارت أودري أزولاي أن تقرير “حالة اللغة العربيّة ومستقبلها” ينبّهنا لحاجتنا إلى جمع مزيد من البيانات حول الموضوعات المتعلّقة باللغات، بما يكفل الحفاظ عليها وصونها واستمراريّتها ويعزّز حضورها الهامّ. وهي مهمّة تزداد إلحاحًا في عالمنا الرقميّ الراهن، حيث يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعيّ والتكنولوجيا الإسهام بدورها مع لغات العالم في نشر المعرفة ونقلها وإتاحتها.

وشكرت المديرة العامة لليونسكو  دولة الإمارات العربيّة المتّحدة على نشر هذا التقرير، الذي يجسّد تعاونها الكبير مع منظّمة اليونسكو في هذا المجال والتزامها نحو الارتقاء بدور ومكانة اللغة العربيّة؛ الأمر الذي انعكس على قرار اليونسكو بتسمية مدينة الشارقة عاصمة عالميّة للكتاب في العام 2019، تقديرًا لجهودها في نشر وتشجيع ثقافة القراءة.

وأضافت:

” إنّني أرى اللغة العربيّة اليوم مثل بوّابة عبور إلى تراث ثقافيّ غاية في الثراء والتنوّع، وأجد فيها مقدَّرات هائلة نحو توطيد أواصر التعاون بين الشعوب وتحقيق السلم فيما بينها. لذلك ارتأت منظّمة الأمم المتّحدة، في العام 1973، أن تكون اللغة العربيّة واحدة من لغاتها الرسميّة المعتمدة. ولسوف تواصل اليونسكو جهودها في حسن استغلال إمكانات هذه اللغة لتكون حلقة وصل وجسرًا نحو تحقيق مبادئ الكرامة والنزاهة والتحرُّر والمساواة بين المرأة والرجل. وما هذا التقرير إلا لبنة قويّة متينة في بناء تلك المساعي المحمودة.

وقال صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة في المملكة العربيّة السعوديّة في كلمته بمقدمة التقرير:

” حظيت اللغة العربيّة باهتمام كبير من سيّدي خادم الحرمين الشريفين – أيَّده الله – في جميع خطبه وخطاباته وكلماته وتوجيهاته، حيث يؤكّد أنَّ خدمة اللغة تشريف وتكليف لإنسان هذا المكان، ويوجِّه دائمًا بالاهتمام بها، في تجسيد كريم لاهتمام المملكة العربيّة السعوديّة وصلتها العميقة باللغة العربيّة، حيث أنزلتها منزلة كبرى في جميع أنظمتها ولوائحها، بدءًا من النظام الأساسيّ للحكم، مرورًا بأنظمة القضاء والثقافة والتعليم والإعلام وغيرها، إلى أن تجلَّت في رؤية 2030 التي أطلقها سيّدي وليّ العهد صاحب السموّ الملكيّ الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله. وللّغة العربيّة مكانة كبرى في وجدان العرب والمسلمين، وذلك بالنظر إلى العامل التاريخيّ والثقافيّ والجغرافيّ، حيث يجد العرب فيها تاريخهم الثقافيّ العميق، ويشتركون مع إخوتهم المسلمين في استشعار قداسة النصّ القرآنيّ الذي شرّف لغتهم وخلّدها في قلوب المسلمين في جميع العصور والأماكن. أمّا نحن أبناء المملكة العربيّة السعوديّة فإنّنا نتشرّف بما سبق ونرتبط بهذه اللغة بروابط عديدة، فهي لغة المكان والجغرافيا، ولغة التاريخ، ولغة الثقافة، وهي إلى جانب ذلك لغة دولتنا التي جاءت في المادّة الأولى من النظام الأساسيّ للحكم، وحين نتحدّث عن اللغة فإنّنا نتحدّث عن هويّتنا العميقة، وما نرويه أو ندرسه أو نكتبه أو نتّجه إلى توثيقه، إنّما هو مرتبط بعمق هذه اللغة وثقافتها.

وأضاف سموه:

“نحن نعلم أنَّ اللغة سمة بشريّة، خصّ اللهُ بها بني البشر، وذلك لتتميم احتياجاتهم، وتواصلهم فيما بينهم، إذ كرَّم الخالق بني آدم باللسان للتواصل والتعارف. هذا كلُّه جعل من اللغة شرطًا أساسيًّا للعيش، لا يتمّ للبشر حياة بدونها، ومن هنا تحوّلت اللغة من وسيلة عابرة للتواصل إلى أن تكون وسيلة عميقة لنقل الثقافة والحضارة وتبادل الأفكار والرؤى، وفي تاريخ البشر ما يشهد على ذلك نتيجة لتعدُّد الأعراق واختلاف بقع الأرض وتعدُّد الألسنة واللغات، وما صاحبه أو تلاه من تحوّلات حدثت في الألسنة واللغات، أو أحدثتها هذه الألسنة واللغات في طبيعة الرؤية إلى الحياة”.

من جهتها قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار في كلمتها بتقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها:

” اللغة أيضًا، أمٌّ. غير أنّها أمّ للكامن فينا من تشكّل هذا العالم والوعي به، لسيرة الأشياء التي تصعد بداخلنا سيرة حياة نسمّيها (نحن). واللغة هويّة، هويّة الوطن الذي إليه ننتمي، الثقافات التي نصنع، والمعنى الذي هو مقصد تشكّل اللغة لصناعة الطريق إليه. لذا، فاللغة حافظة الهويّة، وحضنها الأوّل. إنّها الكلمة الأولى التي نستيقظ عليها في هذا العالم، في هذه الجهة من الأوطان تحديدًا، ولأجلها يتحسّس القلب ويشعر. ولذا فإنّ أوّل ما تقوله الأمّ لطفلها: أمٌّ أيضًا. ولربّما ضمن وقع العالم وإيقاعه، الذي أوجد لغات تواصل عدّة لا حصر لها. وفي عالم فرضت فيه حركة العولمة والتطوّرات التكنولوجيّة والمعرفيّة استخدام عددٍ محدودٍ من اللغات، لا بُدّ لنا من الاستناد إلى جذر اللغة التي إليها ننتمي؛ اللغة الأمّ: اللغة العربيّة.

وأضافت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة:

“هذه اللغة التي أبهر جمال بيانها وإتقان نظمها وإبداع خطّها كلَّ من اطّلع عليها، فالعربيّة لم تكن يومًا مجرّد أداة تواصلٍ ما بين مجتمعاتنا العربيّة فقط، بل رسّخت على مدى القرون في وجدان الإنسان العربيّ وعبّرت عن هويّته الثقافيّة، وأصبحت علامة فارقة تميّزه عن غيره من شعوب الأرض، حتّى صارت وسيلته للتعرّف على الآخر وإطلاعه على ما يمتلكه من مكتسبات حضاريّة واستخدامها خلال رحلة بحثه وتقصّيه عمّا يشكّل هويّته والعالم من حوله. ولأجل ما تؤمن به الأوطان من أهمّيّة اللغة في صياغة مضمون حضاريّ، وإيداع التاريخ الإنسانيّ صنائعها وحصائلها، فإنّنا نجد أنّ عالمنا العربيّ اليوم يواصل اشتغالاته رسميًّا وأهليًّا ومدنيًّا من أجل إحياء اللغة العربيّة، واستدامتها لدى أبنائها وأجيالها، كي تكون أداةً يستعيد بها العربيّ دوره ومكانته في إثراء الحراك الثقافيّ العالميّ. وقد تمكّنت جهود الدول العربيّة من نيل الاعتراف العالميّ بمكانة هذه اللغة فأصبحت لغة رسميّة لمنظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومن بعدها أقرّت المنظّمة عام 2012 اليوم العالميّ للّغة العربيّة، والذي نحتفي به سنويًّا في مملكة البحرين عبر جهودٍ مشتركةٍ ما بين هيئة البحرين للثقافة والآثار والمركز الإقليميّ العربيّ للتراث العالميّ، كما نأمل أن تنجح الدول العربيّة في تسجيل الخطّ العربيّ على قائمة التراث العالميّ غير المادّيّ”.

انطلاقًا من المعطيات التي تحصّلت نتيجة الأبحاث المتضمّنة في هذا التقرير، يمكن القول إنّ اللغة العربيّة اليوم لغة قويّة حيّة ونابضة تمثّل الأداة الحاضنة للتواصل والتعبير والإبداع لدى أعداد كبيرة من الناس تشمل الناطقين بها وبغيرها من اللغات. وهي تقف على أرض صلبة وتمتلك الكثير من مقوّمات الاستمرار والنموّ والتطوّر والقدرة على مواجهة التحدّيات التي تواجهها وتواجه غيرها من لغات العالم في خضمّ عالم دائم التغيّر والتحوّل. ونستدلّ على حركيّة النموّ والتطوّر التي تشهدها اللغة العربيّة اليوم بالعديد من المؤشّرات والملامح التي تبدّت لنا من خلال المحاور التي قمنا بدراستها.

وقد أظهر التقرير نمو منصات النشر الرقمية باللغة العربية حيث وصلت عدد الروايات المنشورة في إحدى المنصات إلى 2600 رواية، فيما وصل عدد المشاهدات لبعض الروايات إلى 10 ملايين مشاهدة. وتعد اللغة العربية من بين اللغات الأكثر استخداماً على شبكة الانترنت حيث وصل العدد التقريبي لمستخدمي العربية على الانترنت إلى 237 مليون مستخدم، و17 مليون تغريدة باللغة العربية يومياً، و72% من التغريدات في الوطن العربي باللغة العربية.

كما أشار التقرير إلى إقبال كبير من المتعلمين غير الناطقين بالعربية على تعلم اللغة العربية في العوالم الجديدة، إذ تشير الأرقام أن 31500 طالباً جامعياً في الولايات المتحدة درسوا اللغة العربية، واحتلت اللغة العربية المركز الثالث بين أكثر الغات انتشاراً في مراحل التعليم العالي، كما أن هناك 60 جامعة درّست اللغة العربية في المملكة المتحدة، و46 جامعة درّست اللغة العربية في الصين.

وعن التوصيات والخطط المستقبلية للغة العربية، أشار التقرير إلى ضرورة، رفع مستوى جودة المنتج العلمي العربي، وإنشاء مرصد للكتاب هدفة متابعة حركة النشر العربي، وإنشاء مركز أبحاث لتعليم اللغة العربية وتعلمها، وزيادة مستوى الاستثمار في المشاريع الخاصة باللغة العربية والتكنولوجيا، وإقرار ميثاق إعلامي عربي مشترك يعنى باللغة العربية في الإعلام، وإيجاد مؤسسة عربية علمية موحدة مرجعية توحد جهود الترجمة وتنسقها وتضبط المصطلحات المعرفية، وإقامة مرجعية دولية للغة العربية تعزز حضور اللغة والثقافة العربية في العوالم الجديدة، وتغير المقاربات  المتبعة في تدريس اللغة العربية في المدارس.

عن التقرير

كانت وزارة الثقافة قد تبنت مشروع تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها وشكّلت فريقاً بحثياً يضم باحثين وخبراء من جامعات عربية مختلفة بدؤوا عمليات البحث والاستقصاء وجمع البيانات ضمن المحاور العشرة التي تضمنها التقرير.

وجاء تبني الوزارة للعمل على التقرير بعد توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في 18 ديسمبر 2018، بالعمل على إطلاق تقرير “تقرير حالة ومستقبل اللغة العربية”، ليكون أساساً ودراسةً موسعة لمقاربة تحديات اللغة العربية بطريقة علمية تساعد على تطوير أساليب استخدامها وتعليمها وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة.

وشارك في التقرير أكثر من 75 شخصية تضمنت الفريق البحثي بقيادة الدكتور محمود البطل، أستاذ اللغة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت، إضافة إلى باحثين وأساتذة جامعات من أنحاء العالم، وقادة مؤسسات إعلامية وتقنية محلية وعالمية.

استبيان نبض المتعامل