اللجنة التوجيهية المشتركة لإعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء تعقد اجتماعها الأول في أبوظبي
سبتمبر 16, 2018
عقدت اللجنة التوجيهية المشتركة لإعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء اجتماعها الأول في العاصمة أبوظبي بحضور معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وارنستو ريناتو راميرز معاون مدير عام اليونسكو للشؤون الثقافية، والدكتورعبداللطيف الهميم رئيس ديوان الوقف السني في العراق، ويوسف محمد الضبيع أمين عام مساعد للشؤون السياسية لمنظمة التعاون الإسلامي، والدكتور قيس حسين وكيل وزارة الثقافة العراقية لشؤون السياحة والآثار، ورامون بليكوا سفير الاتحاد الأوروبي في العراق، ورعد الألوسي السفير العراقي لدى الإمارات، والدكتور زكي أصلان المدير الاقليمي لمركز “ايكروم” الشارقة، وممثلين آخرين عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”. ورحبت نورة الكعبي في كلمتها الافتتاحية بأعضاء اللجنة مؤكدة دعم دولة الإمارات للاشقاء العراقيين في إرساء الأمن والاستقرار، وبناء مؤسسات قوية تنعم بالرخاء وتحقق السلام والتقدم وترسم مستقبلاً مزدهراً للأجيال القادمة. وأوضحت معاليها ضرورة تكاتف الجهود للعمل معاَ كفريق واحد وبروح واحدة بهدف انجاز هذا العمل على أكمل وجه، نظراً لأهمية المشروع في بناء مجتمع متكامل متناغم. وأشارت الكعبي أن مشروع إعادة بناء الجامع النوري ومنارته الحدباء يتزامن مع احتفاء دولة الإمارات بمئوية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث يعكس هذا المشروع إرث زايد وحرصه الدائم على دعم الأشقاء العرب والإسهام الايجابي في نهضة وازدهار دولهم، مؤكدة أن هذا المشروع يعد نموذجاً يبرز دور الإمارات في صون التراث العالمي والحفاظ على الموارد الثقافية في مناطق النزاع من خلال تبني مبادرات مستدامة تضمن حق الأجيال القادمة في المواقع الأثرية والتراثية. وقالت الكعبي: “يبعث مشروع إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء رسالة أمل للشباب العراقيين باعتبارهم مشاركين فاعلين في مسيرة الإعمار من خلال توفير ألف فرصة تدريبية ووظيفة خلال مراحل تنفيذ المشروع الممتدة على مدى خمس سنوات. كما يدعم المشروع بعد اكتماله السياحة الثقافية والتنمية في المجتمع الموصلي، ويساهم في بناء مدينة حيوية مزدهرة تنشر قيم التسامح والمصالحة والانفتاح وتعود لسابق عهدها منبراً للعلم والثقافة”. وختمت الكعبي كلمتها بالتأكيد على أن أولى خطوات إعادة إعمار الموصل يتمثل في إعادة بناء مؤسساتها الثقافية والتعليمية واستعادة تراثها الثقافي من خلال ترميمه وتأهيله لتعزيز ملامح الهوية الثقافية الموصلية. وناقش الحضور خلال الاجتماع كيفية إشراك المجتمع المحلي والشباب في عملية إعادة الإعمار بما يساهم في عودة النازحين إلى بيوتهم وبدء ممارسة حياتهم الطبيعيةكما تم الاتفاق على الجدول الزمني المخصص للمشروع بحيث يتم في الـ12 شهراً الاولى إزالة الانقاض تمهيداً لوضع الأسس والقواعد الجديدة، وسيتم الانتهاء بشكل كامل من المشروع بحلول 2023. وأكد الحضور على ضرورة حماية ما تبقى من آثار الجامع مثل القبة والمحراب الذي يزيد عمره عن ألف عام، مشيرين إلى أن الجامع النوري هو جزء من ذاكرة الموصليين وهو بيت العراقيين على اختلاف مشاربهم الفكرية. وأقر أعضاء اللجنة عقد اجتماعات دورية مرة كل ستة أشهر للاطلاع على مستجدات المشروع. واتفق الحضورعلى أن تكون اللجنة الفنية المعنية بتقييم وطرح المقترحات التقنية للمشروع، كما يمكن تشكيل لجنة إضافية تسمى “اللجنة العلمية” إن تطلب المشروع ذلك. ويشتمل مشروع إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء على إعادة بناء المسجد ومنارته الحدباء وقاعدتها، والمباني الملحقة به، إضافة إلى إعادة بناء البنية التحتية اللازمة ، وكذلك إعادة تأهيل الحدائق التاريخية، وبناء صرح تذكاري يحتوي بقايا المسجد، ومساحات ثقافية ومجتمعية وتعليمية لأفراد المجتمع الموصلي. جدير بالذكر أن معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة شاركت مؤخراً في المنتدى الأول لشركاء اليونسكو في باريس حيث تحدثت معاليها عن دور الإمارات في إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء، كما شاركت في المؤتمر الدولي بعنوان ” إحياء روح الموصل” وشددت على ضرورة التعاون بين جميع الأطراف الفاعلة بهدف إنعاش وتأهيل المؤسسات الثقافية والتعليمية، ودعت الحضور إلى تصورالمستقبل المشرق الذي سيعيشه الموصليون بعد الانتهاء من عملية إعادة الإعمار.