وزارة “الثقافة” تطلق مشروعها الضخم “المبدع المقيم” بكافة مراكزها في ربوع الدولة
أكتوبر 12, 2017
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، أن الوزارة تسعى دائما لرعاية المبدعين وللارتقاء بالمواهب الإماراتية ثقافيا ومعرفيا، ليس فقط لتتبوأ مكانتها على المستوى المحلي والعربي وإنما للوصول بها على العالمية، موضحا أن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة لديها خططاً طموحة ومبادرات ضخمة لتحقيق هذا الهدف ومنها مشروع “المبدع المقيم” و”دعم المؤلفين الشباب” وجائزة القصة القصيرة وغيرها من البرامج التي لا يوقف دورها على رعاية المواهب فقط وإنما يمتد ليشمل كافة المبدعين الإماراتيين في المجالات الأدبية والفنية والفكرية، في إطار سعي الإمارات لتبوأ مقاعد الصدارة عربيا وعالميا. جاء ذلك خلال إطلاق معاليه أمس مراحل تنفيذ مشروع ” المبدع المقيم” الذي يعد أحد أضخم المشروعات التي تنظمها الوزارة، وأضاف: أن هذا البرنامج ، الذي يهدف بإذن الله، إلى بث المزيد، من الحيوية والنشاط، في بيئة الفكر والإِبداع، في دولتنا العزيزة : نتواصل من خلاله، مع كافة المبدعين، عبر كل الإمارات : ندعمهم، ونحفزهم ، ونحتفي بإنجازاتهم، كما نؤكد من خلالهم، اعتزازنا بهويتنا الوطنية، وبانتمائنا وولائنا، لهذا الوطن العزيز”. وفي هذا البرنامج توظف الوزارة خبرات عدد من المؤسسات العالمية في مجال الإقامة الثقافية في المراكز الثقافية والمعرفية التابعة لها بأبوظبي وعجمان ورأس الخيمة كمرحلة أولى، وأوضح معاليه في توضيح طبيعة البرنامج ” سيتم: اختيار عدداً من المبدعين، من أبناء وبنات المناطق المحيطة ، بمراكز الثقافة والمعرفة : التابعة للوزارة – هؤلاء المبدعون، يقيمون في المراكز، لمددٍ محددة، وتوفر لهم الوزارة : التسهيلات والمرافق، ومنح التفرغ، لتعزيز قدراتهم، على الإبداع والابتكار والإنجاز، ومساعدتهم على تحويل وتطوير أفكارهم، وابتكاراتهم، إلى مشروعات اقتصادية ناجحة – نأمل بإذن الله، أن يسهم ذلك، في إثراء الواقع الثقافي، في المناطق المحلية، وفي الدولة كلها، من خلال إنتاج ثقافي وفني، يثري المكتبات، ويعمر المعارض، بل وأيضا، يشغل المسارح، وقاعات العرض، ليكون ذلك كله : تعبيراً حقيقياً وصادقاً، عن رُوح الوطن ، وترجمة مؤكدة، عن آماله وتطلعاته”. وأثنى معاليه على مكونات المشروع التي تشمل بعداً عالمياً عبر الشراكات المتعددة لدى الوزارة مع مؤسسات متخصصة في برامج الإقامة الثقافية المنتشرة في مختلف بلاد العالم، حيث يشمل هذا التعاون استقبال مثقفين في المراكز الثقافية وذلك بغرض عقد ندوات وحوارات ونقاشات مع المثقفين الإماراتيين، وتنظيم برامج تدريب مشتركة معهم، بينما يقوم البعد الثاني في المشروع على توفير الرعاية والتدريب لما يزيد على 300 من الموهوبين من طلاب المدارس والجامعات والشباب الموهوبين في مجالات فنون المسرح والموسيقى والكتابة الإبداعية في الشعر والقصة والرواية إضافة إلى الفنون التشكيلية. وأضاف معاليه “إن برنامج المبدع المقيم يجئ تجسيداً قوياً ، للقيم والمبادئ، التي تشكل مسيرة الإمارات، والارتقاء بها ، إلى أعلى المستويات – إنه من فضل الله علينا، أننا نعيش في وطن، عميق التراث والجذور، تاريخه متواصل وممتد ، وثقافته عريضة وعميقة ومتنامية – وطن، يحظى ببيئة ثقافية عريقة : يدعمها شعب أصيل، صانع للحضارة والتاريخ، يحركه فنانون، وأدباء، ومفكرون، حريصون كل الحرص، على تحقيق كل ما وهبه الله لهم، من مواهب وقدرات – إنه من فضل الله علينا، أننا نعيش في ظل قيادة وطنية واعية : تشجع الفكر المستنير، وتدعم الإبداع والابتكار، كما تحرص كل الحرص، على كل ما من شأنه، إسعاد الناس، وتحقيق جودة الحياة، في كافة ربوع الوطن”. ويهدف البرنامج لنقل الثقافة الإماراتية إلى العالمية بشكل منظم ومدروس ويلبي توجهات القيادة الرشيدة التي تسعى لأن تكون الإمارات قبلة عالمية للثقافة والمعرفة. كما يأتي استثمارا لما أنتجه البرنامج الوطني “صيف ثقافي” من مواهب تجاوزت 300 مشارك في المجالات الأربعة، إضافة إلى المواهب الراغبة في المشاركة، حتى تتحول مواهب وهوايات الطلبة إلى إنتاج إبداعي ترعاه الوزارة من خلال فعالياتها المحلية والدولية، مؤكداً أن وجود مدربين على مستوى عالمي بشكل مستمر داخل المراكز يعد أمراً حيويا من أجل الارتقاء برسالة هذه المراكز في بيئتها المحلية، وحتى تكون جاذبة لكافة الموهوبين على مستوى الدولة، لأن الهدف الرئيسي من المشروع يتعلق بجودة الإبداع وليس بالعدد أو الكم. وأوضح معاليه أن فكرة المشروع قائمة على توفير بيئة خصبة للابتداع والتألق ومنصة للحوار ومشاركة الأفكار والعمل بين مجموعة من المبدعين، حيث يلتقون ويتشاركون خبراتهم وينقلونها إلى المواهب والمجتمعات المحلية عبر المراكز الثقافية، ويبرز “المبدع المقيم” توجهات وزارة الثقافة وتنمية المعرفة المتناغمة مع رؤية قيادتنا الرشيدة على أرض الواقع، لتصبح دولة الإمارات العربية المتحدة مركز إشعاع ثقافي وحضاري لاحتضان المبدع الإماراتي وصقل خبراته. وعن الأسلوب الذي يتبعه “المبدع المقيم” في نقل الخبرات إلى المواهب الشابة أكد معاليه أن الوزارة تتبع آلية واضحة في هذا المشروع تقوم على التوجيه والإرشاد من قبل المختصين، ثم تدريب المشاركين على القراءة الصحيحة، وكيفية البحث عن المعلومات المهمة للكتابة، من خلال الورش التأسيسية، والورش التخصصية، ثم تنظم الوزارة لقاءات لهؤلاء الشباب مع المثقفين محليا ودوليا، إضافة إلى تنظيم برنامج زيارات لكافة المعالم السياحية والثقافية في الإمارات لتعريفهم بتاريخ وحاضر الدولة، وهو ما يمكن من اكتشاف القدرات والإمكانات الأدبية، وصقل المهارات اللغوية للمشاركين، وتدريبهم على تقنيات اللغة والكتابة، على أن يتم عرض جميع الإنتاجات المعرفية والفكرية التي ينتجها المبدعون في المهرجان المعرفي السنوي للوزارة. وأشار معاليه إلى أن غاية وزارة الثقافة وتنمية المعرفة من مشروع “المبدع المقيم” أن تتحول المراكز الثقافية والمعرفية التابعة للوزارة والمنتشرة في ربوع الدولة إلى مراكز إشعاع في البيئة المحلية المحيطة بها على مدار العام، وأن تبني شراكات مع المؤسسات التعليمية والشبابية المختلفة لاجتذاب المبدعين، وأن تلعب دورا بارزا في خلق مجتمع معرفي بالمعني الحرفي للكلمة، وأن تتحول المراكز إلى واحات للإبداع سواء على خشبة المسرح، أو في المكتبات، أو الفنون البصرية، أو الفنون الموسيقية، ولذا حشدت الوزارة كافة إمكاناتها وجهودها خلف هذا المشروع، الذي يتم تنظيمه للمرة الأولى هذا العام. وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك، إلى أن التركيز على جوانب تنمية المواهب الثقافية والفنية هو أحد أهم أسس عمل الوزارة باعتبار “تنمية المعرفة” هي أساس المجتمع المعرفي، الذي يكون فيه إنتاج المعرفة ونشر وتطبيق المعارف، أساسا مهما لتنمية الثروة الوطنية، ودعم النهضة الشاملة، وأداة أساسية لتحقيق التقدم في كافة مجالات النشاط الإنساني، بالإضافة إلى تعميق الكفاءة والفاعلية في سلوك الفرد في مختلف مراحل حياته، مؤكدا أن تنمية المعرفة بهذا المعنى، إنما تدور حول الإنسان والمجتمع، ولذا فمشروع “المبدع المقيم” يتيح الفرصة للبداية مع الفئات العمرية الصغيرة لتأسيس وتنمية قدراتها على الإبداع والإسهام في نهضة الوطن، إضافة إلى دعم ارتباطها بدولتها وتشجيعها على السلوك الأخلاقي النبيل. وقال معاليه إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة، إنما نعتز ونفتخر، بالرؤية الحكيمة، لقادة هذا الوطن العزيز، واهتمامهم جميعا، بمكانة الثقافة والمعرفة ورعاية المواهب الشابة ودعم قدراتهم الخلاقة، وقد رفع معاليه أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الوالد ، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيس الدولة – حفظه الله ورعاه – الذي نعتز كثيراً، بجهود سموه ، في تعزيز مسيرة الدولة، وتأسيس بيئة وطنية ناجحة، للثقافة والفنون، تتسم بالإبداع والإِنجاز، وتسهم في تحقيق كل أهدافنا الوطنية، في سبيل تنمية الوطن، ورفعة شأْن المواطن – هذه هي توجهات : صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وهي كذلك، توجهات أخيه : صاحب السمو، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهي كذلك، توجهات إخوانهما : أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، الذين يقدمون الدعم المتواصل والكبير، ويبذلون جهوداً مباركة، في سبيل تحقيق التنمية الثقافية والمعرفية الناجحة، في كافة ربوع الدولة.