موقع سهيلة في القاطع الأوسط من إمارة الشارقة حيث تم العثور على مجموعة من الآلات والأدوات الحجرية المهمة تؤرخ نصف مليون عام مضى ، وتضيف المكتشفات الأثرية الجديدة معلومات مهمة الى سجل الآثار للعصور الحجرية في الإمارة، فيما يخص التاريخ المبكر للجماعات البشرية واسلافها في أفريقيا.
في القسم الأوسط من إمارة الشارقة، بين الخليج العربي وخليج عمان؛ يوجد موقع البحيص الذي يعود إلى أواخر فترة العصر الحجري أو ما يسمى بالعصر الحجري الحديث، ويتكون من مقبرة كبيرة ومناطق سكنية تحيط بالمقبرة. يؤرخ الموقع استناداً إلى تحليل الكربون الإشعاعي إلى (4780-4610 ق. م)، وبذلك يكون من أقدم المواقع الأثرية الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعنصراً في غاية الأهمية في مجال البحث الأثري الخاص بشبه الجزيرة العربية.
يتكون الموقع من مقبرة كبيرة ومواقع مجتمع مجاورة، وتدل المكتشفات الجديدة في هذا الموقع على وجود مجاميع من الرعاة المتنقلين في شرق شبه الجزيرة العربية، وذلك خلال فترة سبقت بكثير ظهور أول مستوطنات مستقرة في المنطقة. كان هؤلاء الرعاة يجوبون السهول شبه الصحراوية المنتشرة على طول جبال الحجر مع قطعانهم المكونة من الأغنام والماعز والماشية، والتي كانت مصدر تزويدهم بالحليب واللحوم، ولم يكن الجمل قد دجن بعد في تلك الفترة المؤرخة إلى بداية الألف الخامسة ق. م، ومع ذلك فقد تم العثور خلال التنقيبات التي جرت في الموقع على كسر قليلة من عظام جمل، مما يدل على وجود الجمال البرية في المنطقة، وأنه قد تم اصطيادها بين حين وآخر، إضافة إلى اصطياد الغزلان والمها العربية والحمر الوحشية. لم يتمكن السكان من تشييد سكن لهم ولا حتى خيام أو مظلات قوية, وقد عثرنا في الموقع على العديد من مواقد النار المعمولة في حفر سطحية مرصوفة بحصى كبيرة الأحجام، ولا زالت ممتلئة بطبقات سميكة من رماد أسود اللون وهي البقايا الوحيدة التي تشير إليها الفعاليات اليومية. لقد وفد هؤلاء القوم إلى سفوح جبل البحيص لأول مرة قبل أكثر من (7000 سنة) مضت، وقد شجع زياراتِهم المتكررة للموقع وجودُ ينبوع قديم كان قد تعرض للجفاف في حوالي (4000 ق. م)، وقد تم الكشف عنه وتتبع بقاياه بصورة ناجحة من قبل مختصين من معهد الفيزياء البيئية في جامعة هايدلبرك في ألمانيا، وفي فترة لاحقة قليلاً ربما بعد (5000 سنة ق. م) أصبحت المنطقة موضع استخدام لأغراض الدفن من قبل هؤلاء القوم، ويبدو أن هذا المكان ظل قيد الاستعمال لفترة زمنية طويلة، لقد تم دفن ما يقارب (1000) شخص في موقع صغير لا يتجاوز قطره (20 م) عند سفوح الينبوع القديم، وتدل عادات الدفن على مراعاة احترام الأسلاف ونوع من العقيدة التي تلعب فيها الشمس دوراً مهمّاً، وذلك لأن معظم الأفراد المدفونين كانت رؤوسهم متجهة نحو الشرق الذي يمثل اتجاه الشمس المشرقة. وقد احتوت العديد من القبور على (أكوام عظمية) تشير إلى أن أصحابها كانوا قد توفوا في مكان آخر وتركت أجسادهم لتتفسخ في منطقة أخرى، ثم التقطت العظام بعد فترة لاحقة وجلبت ليتم دفنها أخيراً عند سفوح الجبل في المقبرة الأم.وقد أطلق على هذا النوع من الدفن (الدفن الثانوي)، أما الأفراد الذين ماتوا في الموقع أو على مقربة منه فقد نالوا دفناً مهيباً في قبور سطحية، وهم يضطجعون على جوانبهم، وقد طويت سيقانهم وأذرعهم، وكان معظمهم قد دفنوا وهم يرتدون زينتهم المؤلفة من قلائد عديدة تتكون من الآلاف من الخرز المصنوع من أحجار ملونة وأصداف وحبات لؤلؤ. وغالباً ما احتوت على القبور على أكثر من شخص واحد، وتدل ترتيباتهم أحياناً على وجود صلة قرابة بينهم، ولقد تم العثور على قبر يحتوي هياكل عظمية تعود لامرأتين ورجل واحد كانوا مُمدَّدين على جوانبهم إلى جانب بعضهم بعضا، كان الرجل يتوسط المرأتين وكان يضع ذراعه الأيسر على وسط السيدة الممددة أمامه، وكان الثلاثة يتزينون بقلائد من الخرز والأصداف. وفي قبر آخر وجدنا خمسة أشخاص ممددين إلى جانب بعضهم بعضاً، وقد وضعت ذراع كل منهم على جسد الآخر في وقت الدفن. وقد دلت تحليلات مختبرية جرت على عينات أخذت من بعض الهياكل أنهم كانوا يرتبطون بعلاقة قرابة، وكانوا يرتدون كامل زينتهم أيضاً، ومن الممتع أن ترى السيدة الممددة في المقدمة ترتدي خرزة عقيق في أنفها في حين ترتدي الأخرى حبة لؤلؤ في شفتها السفلى، ولا يستطيع المرء سوى التكهن بالأسباب الكامنة وراء موت أكثر من شخص في نفس الوقت. وبشكل عام فإن دراسة الهياكل تشير إلى أن الناس كانوا على مستوى غذائي جيد ويتمتعون بصحة جيدة. من ناحية أخرى، لوحظ وجود كسور على بعض الجماجم، وغالباً ما تماثلت للشفاء ولكن البعض منها كان سبباً للوفاة، ويبدو أن حياة الرعاة في سهول المدام لم تكن دائما ترفل بالسلام، وربما كانت النزاعات القبلية سبباً لتفسير الموت المتزامن لعائلات كاملة في آن واحد, ولا بد أن نشير إلى أن بعض الأفراد المدفونين في هذه المقبرة كانوا قد تعرضوا لإجراء عمليات تطلبت فتح الجمجمة لإزالة ورم خبيث على ما يحتمل. وبعيداً عن الهياكل البشرية وعظام الحيوانات، فقد تم العثور على العديد من الآلات والأدوات الحجرية، وينبغي الإشارة إلى عدم العثور على أية قطعة فخارية على الإطلاق في هذا الموقع
من المواقع المهمة للنقوش الأثرية في دولة الإمارات وهو موقع متميزة وذلك لكمية النقوش الحجرية المنتشرة في الموقع.
منطقة واسعة تضم عدداً من المواقع الأثرية الممتدة على مقربة من الساحل الغربي للإمارة الشارقة وفي الموقع عدة فترات منعا فترة العبيد وكذلك العصور الحجرية الحديثة وتلال الأصداف والفترة الاسلامية
موقع FAY-NE1في جبل الفاية
يعتبر هذا الموقع مفتاحا لدراسة التاريخ البشري المبكر في منطقة جنوب شرق شبه الجزيرة العربية. يحتوي هذا الموقع على سلسلة من الادوار الاستيطانية تغطي فترة زمنية تمتد على مدى 130,000 عاما على الأقل. ان مثل هذا القدر من الترسبات الاثرية نادر الحدوث ويجعل موقع جبل الفاية حجر الزاوية في ابحاث العصر الحجري القديم في شبه الجزيرة العربية.
الجماعات البدائية التي اعتمدت في عيشها على الصيد وجمع القوت استقرت عند سفوح جبل الفاية قبل حوالي 125,000 سنة مضت وتركت وراءها مجموعة من الادوات التي تعتبر حاليا اقدم دليل موثق على وجود الجنس البشري ليس على اراضي إمارة الشارقة الحديثة فحسب بل وفي جنوب الجزيرة العربية بشكل عام. وتنتمي هذه الادوات الحجرية الى المجموعة C وتظهر أوجه تشابه مع مجاميع من اجزاء اخرى في جنوب شبه الجزيرة العربية بما في ذلك كل من اليمن وعمان والمملكة العربية السعودية. ويشير هذا الى ان منطقة جنوب الجزيرة العربية كانت قد احتلت قبل 125,000 سنة مضت من قبل الجماعات البشرية ذات الصلة. بالإضافة الى ذلك فإن المجموعة C تظهر صفات مشابهة مع مجاميع من شرق افريقيا الامر الذي يشير الى ان اجدادنا قد هاجروا من شرق افريقيا الى بقية ارجاء العام من خلال ممر جنوب الجزيرة العربية.
وعلى النقيض من الوضع الذي كان قائما قبل حوالي 125,000 سنة مضت، فإن الفترات الاستيطانية الاكثر حداثة في جبل الفاية تشير الى عدم وجود صلة بين منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية والاجزاء الاخرى من جزيرة العرب وذلك لان الادوات الحجرية من المجموعتين B و A من جبل الفاية غير معروفة. وهذا يشير الى ان الجماعات البشرية التي استقرت في سفوح جبل الفاية خلال تلك الفترات الزمنية ربما جاءت من خارج الجزيرة العربية. مجموعة الادوات الحجرية A تم انتاجها من قبل جماعات الصيادين وجامعي القوت قبل حوالي 40,000 سنة مضت. وبعد فترة وجيزة من هذا الوقت اصبحت منطقة جبال الفاية ذات طبيعة عدائية غير صالحة للعيش بسبب الظروف الجوية الجافة والقاسية.
ومع بداية الظروف المناخية الاكثر ملائمة في حوالي 10,000 سنة الماضية عادت منطقة جبل الفاية للاستيطان وهذه المرة من قبل جماعات بشرية تحمل معها مبادئ حضارة مادية متميزة.. ومرة اخرى تشير الادوات الحجرية الاكثر لفتا وهي مجموعة رؤوس السهام ذات الصناعة المتميزة الى ان اصل هذه الجماعات يعود الى ما وراء اطراف المنطقة المركزية لإمارة الشارقة الحديثة.ِ
موقع أم القيوين 2 يقع في منطقة الشبيكة على حافة بحيرة أم القيوين ، 14 كم شمال مدينة أم القيوين وهو عبارة عن تله رملية تعتبر أثر رئيسي قديم تكونت في دولة الإمارات العربية المتحدة في نهاية العصر الجليدي ، اقتطعت بواسطة الخور من العصر الحجري الحديث بفضل ارتفاع مستوى منسوب سطح البحر الذي انشأ هذه النقطة العالية الجذابة في منتصف الألف السادس قبل الميلاد على الأقل منذ بداية الاستيطان البشري في موقع أم القيوين 2 في العصر الحجري الحديث الأوسط ، ينتشر الموقع الأثري شرق وغرب التله حوالي أربعمائة متر طولا وعشر أمتار ارتفاع.
تم اكتشاف الموقع بواسطة البعثة البريطانية عام 1992 م برئاسة كارفيلبس الذي قام بالتنقيب لمدة موسمين على التوالي عام 1992 و 1993 م ، تم الكشف عن قبر جماعي يجمع حوالي أربعين هيكل عظمي يرجع للعصر الحجري الحديث اعتمادا على الترتيب الزمني للقطع المكتشفة وتأريخ كسر فخار العبيد.
أعادت البعثة الفرنسية افتتاح الموقع عام 2011 م برئاسة دكتورة صوفي ماري وبالتعاون مع الفريق المختص المحلي لدائرة الآثار والتراث بأم القيوين ، استمر العمل بالموقع بين مواسم التنقيب والدراسة حتى عام 2016م خلال هذه السنوات أصبح لدينا أدلة أثرية واضحة على استيطان منطقة واسعة من الموقع ترجع بتاريخها إلى 7500 : 7300 من وقتنا الحاضر
تقع جزيرة الأكعاب (المهجورة حاليا) على بعد 50 كم شمال دبي في خور أم القيوين الكبير (الإمارات العربية المتحدة). خلال الألف الخامس وقبل أكثر من ستة آلاف وخمسمائة عام ، كانت الجزيرة مخيم للصيادين ببيوت دائرية ، حيث يعتبر الصيد النشاط الرئيسي لسكان الأكعاب وكان يمارس بالشباك أو الحبال أو باستخدام صنارات مصنوعة من الأصداف ، على الرغم من أن كل موارد الخور والأشجار المحيطة قد كانت مستثمرة ، إلا أن صيادي أكعاب كانوا يصطادون سمك التونه أيضاً ، الأمر الذي يحتاج إلى رحلات بالقوارب في البحر.
على بعد 300 م من مسافي باتجاه الشمال الغربي وعلى منحدر جبل صخري مبنى محصن كبير يتكون من غرف وقاعات مختلفة المساحات ويعود لفترة العصر الحديدي الثاني ( 1000 – 600 ق.م)