مستوطَن يعود إلى فترة العصر الحديدي، يقع على مسافة (20 كم) جنوب مدينة الذيد في الطرف الجنوبي الأقصى لواحة المدام، وتدل جيومرفولوجية المنطقة على أن المياه الجوفية تقوم بتزويد الواحة وحضاراتها والآبار الموجودة فيها, وأن الجبال المحيطة بها مثل جبل البحيص وعقبة والإميلح توفر المأوى والحماية لها من رمال الصحراء. وبرغم الطقس الحار الذي يسود المنطقة وشح أمطارها, إلا أن ينابيع جبل البحيص ومياه السهل التي تتدفق من خلال الآبار والأفلاج، كانت قد ساعدت على ازدهار الحياة البشرية في المنطقة.
قامت إدارة الآثار بالشارقة عام 1987 بتنقيب دار سكنية مشيدة بالآجر الطيني (اللبِن) وباقية على حالة استثنائية، تعود إلى العصر الحديدي (1300-300 ق. م) بالقرب من قرية الثقيبة. وتلت ذلك حملات تنقيب أثرية من قبل بعثة أثرية فرنسية – إسبانية مشتركة عام 1994، ثم بعثة إسبانية من جامعة أوتونوما بمدريد، بالاشتراك مع بعثة التنقيب الأثرية المحلية بالشارقة، وأسفرت عمليات التنقيب عن اكتشاف مستوطَن واسع يعود إلى العصر الحديدي الثاني (1000-600 ق. م). وقد أمدتنا هذه التنقيبات بمعلومات مهمة فيما يخص التاريخ القديم لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وخلال العصر الحديدي، كان مستوطَن الثقيبة مع مستوطنات معاصرة أخرى في سهل المدام مثل أم صفاة يحتل أقصى الطرف الغربي للواحة، وتمكن سكانها من الاستفادة من المصادر التي كانت توفرها من منطقة السهوب والواحة.
لقد أدى الجهد المشترك من قِبَل الخبرات الأثرية العلمية، إلى ظهور صورة تاريخية وحضارية للمنطقة خلال هذه الفترة الزمنية، كما زوَّدَنا أيضاً بفكرة لم تكن معروفة سابقاً من العناصر التاريخية والتراثية الضخمة؛ بما فيها مستوطَن ذو نمط غير عادي واستخدام المياه، وأول ورشة معروفة لصناعة الآجُرّ الطيني، وسلسلة متعددة من إنشاءات مائية متفاوتة التعقيد.