انطلاقاً من المسئولية المجتمعية لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة ودورها في اكتشاف الموهوبين في مجال الفنون التشكيلية وتفعيل دور المراكز الثقافية والمعرفية في رعاية ودعم أصحاب الهمم نظمت المركز الثقافي بأبوظبي ورشة فنية ويوما مفتوحا لكافة منتسبي مركز زايد الزراعي للتنمية والتأهيل، التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية بمشاركة عدد كبير من الفنانين الإماراتيين والعرب ومنهم الفنانة عشبة الغفلي، وفاطمة الرميثي والدكتور طريف الحسني والفنان محمد صالح، لكي يتعرفون من خلال الورشة على عالم الفنون التشكيلية ، حيث شارك بالفعالية أكثر من 55 من اصحاب الهمم المنتسبين لمركز زايد الزراعي ، وأدارت الورشة الفنانة خلود الجابري، وتضمنت تعريف المشاركين بطبيعة الفنون التشكيلية والألوان وتعريفهم بقيمة اللوحات، وكيفية التعبير عن النفس من خلال اللون، كما تجول أصحاب الهمم في المركز الثقافي بأبو ظبي للتعرف على ما يضمه من أعمال عالمية في الفنون التشكيلية والإسلامية، كما تضمنت الورشة تعريف المشاركين بمعرض تشكيلي لرواد المرسم الحر وبعض مواهب مركز زايد الزراعي ، إضافة إلى عرض منتجات مركز زايد الزراعي، و عرض صور فوتوغرافية للطلبة، وعرض جدارية شارك في إنجازها عدد كبير من المواهب الناشئة، إضافة إلى معرض للوحات تشكيلية للفنانين الإماراتيين، ونسخ كلمة (عام زايد) على تشكيل الخط الكوفي إضافة إلى عرض فيلم تسجيلي عن الشيخ زايد. وقالت مريم السويدي مدير مركز أبوظبي الثقافي إن احتضان المركز للمواهب من اصحاب الهمم من مركز زايد الزراعي يأتي في إطار جهود وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في رعاية ودعم كافة فئات المجتمع، وتوفير الخدمات الثقافية والمعرفية للموهوبين منهم إضافة إلى اكتشاف المبدعين، وتوفير الفرصة لأصحاب الهمم للتعرف على مجال الفنون التشكيلية، ومحاولة تقديم إعمال تعبر عن عواطفهم واهتماماتهم، في تجربة يشارك فيها عدد كبير من فناني الإمارات والعرب ، مثمنة مشاركتهم في تنظيم وإدارة الورشة والتواصل مع اصحاب الهمم واكتشاف مواهبهم وتدريبهم على التعرف بالألوان واللوحات. وأضافت السويدي أن تنظيم هذه النوعية من الفعاليات يأتي تنفيذا لتوجيهات معالي الشيخ نهيان بن مبارك وزير الثقافة وتنمية المعرفة بالتركيز على أن تكون المراكز الثقافية مراكز إشعاع ثقافي من خلال تنظيم الورش والدورات والبرامج المكثفة لتقديم الأنشطة الثقافية والفنية التي تستفيد منها كل فئات المجتمع ولاسيما ذوي الهمم، أن مرسم المركز الثقافي بأبوظبي حريص على اجتذاب المواهب للتعبير عن التجارب الخاصة بهم وتنمية مهاراتهم في مجال الفنون التشكيلية، من خلال تقديم ورش تعليمية متخصصة، وورش عمل فنية يشرف عليها ويقدمها متخصصون وفنانون محترفون. ومن جانبها عبرت الفنانة خلود الجابري عن سعادتها باجتذاب أصحاب الهمم من منتسبي مركز زايد الزراعي إلى المركز الثقافي، وتعريفيهم بالفنون التشكيلية، وتشجيعهم على ممارسة الرسم للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، مؤكدة أن نجاح هذه التجربة يكمن في المشاركة الواسعة من عدد من كبار فناني الإمارات في الورشة وقيام كل فنان بتدريب مجموعة من المشاركين لإنجاز عمل فني جيد، إضافة إلى التعاون البناء بين إدارة مركز زايد الزراعي ومركز وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بأبو ظبي. وأوضحت الجابري أنه تم تنفيذ عدة ورش تدريبية في مجال الفنون التشكيلية في مركز زايد الزراعي لكافة منتسبيه من الذكور والإناث، ولكنها المرة الأولى التي يتم فيها استضافة ذوي الهمم بالمركز الثقافي على مدى يوم كامل، مؤكدة ان مخرجات هذا اليوم مبشرة جدا ويمكن أن تشكل الأعمال الفنية التي أنجزها المشاركون معرضا رائعا يرصد أفكار ومشاعر هذه الفئة المهمة في المجتمع. كما أشاد محمد سيف العريفي مدير مركز زايد الزراعي بالتعاون بين زايد الزراعي ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة لتطوير مهارات منتسبي المركز في المجالات الفنية والثقافية مؤكدا أن مركز زايد الزراعي للتأهيل والتنمية، هو أحد الأفكار الرائدة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والذي وجد أساساً ليتولى تشغيل وتأهيل ذوي الإعاقة الذهنية، وإيجاد فرص عمل لهم، وتشجيع هذه الفئة على الإنتاج حتى يكونوا قادرين على المساهمة بفاعلية في التنمية التي تعيشها دولة الإمارات. ومن جانبهم عبر الفنانون المشاركون في الورشة عن سعادتهم بحضور الفعالية والمساهمة في تنمية وتطوير مهارات أصحاب الهمم باعتبارها تجربة فريدة من نوعها، وتُكسب الفنان خبرات جديدة ومهمة في تجربته الفنية، مؤكدين أن المشاركة تعد واجبا مجتمعيا تجاه فئة اصحاب الهم، الذين وفرت لهم الدولة كل الفرص للاندماج في المجتمع، بحيث يكونوا أفرادا منتجين، وتوفر هذه النوعية من الفعاليات مزيدا من الفرص للاندماج والتعبير عن الذات، واكتشاف الميول والتعبير عن المشاعر.